كتب روبرت فيسك الكاتب المعروف والمختص بشؤون الشرق الأوسط مقالا في صحيفة “آي” يروي فيه كيف كان لقاؤه بعائلة فلسطينية شاهد بعينيه كيف استولت إسرائيل على أرضها قبل 25 عاما.
ويقول فيسك إنه صور ما حدث مع عائلة الخطيب في مدينة القدس في فيلم تسجيلي لا يزال موجودا على يوتيوب.
ويضيف فيسك أنه يتذكر عندما أجرى مقابلات مع أفراد الأسرة بعدما سجل مقاطع للجرافات الإسرائيلية وهي تهدم عدة مبان ملحقة بالمنزل وتجرف أشجار الزيتون والعنب واللوز الخاصة بهم، ويتذكر عندما قال له محمد الخطيب الذي كان شيخا كبيرا وقتها “ماذا تنتظر مني أن أفعل؟”.
ويشير فيسك إلى أن نجل الشيخ محمد، الذي يبلغ من العمر 35 عاما، اتجه للمحكمة الإسرائيلية لمنع سرقة أرضه، ويواصل فيسك قائلا إن “مشاهد كهذه هي التي صنعت كراهية العرب والمسلمين للغرب فبهذه الكيفية وبعد سنوات تمددت المستوطنة الإسرائيلية جفعات زئيف من مجرد بضع منازل فوق الجبل إلى الوادي وابتلعت قرية حزما العربية”.
ويقول فيسك إنه عندما قرر العودة إلى نفس الموقع حيث كان منزل الأسرة والحديقة المحيطة لم يعد بإمكانه رؤية المنزل لكنه كان يستطيع بسهولة أن يميز الطريق الممهدة التي تقود إليه.
ويقول فيسك إن عائلة الخطيب “ليست العائلة الفلسطينية الوحيدة التي سلبتها إسرائيل أرضها ومنزلها”، مشيرا إلى أن الحروب الدائرة في أفغانستان والعراق وسوريا أبعدت تسليط الأضواء قليلا على هذا النوع من القصص.
ويضيف فيسك أن الطريق إلى قرية حزما الآن أكبر وأوسع لكن هناك حواجز أمنية إسرائيلية وسور ضخم يفصل المستوطنة عن القرية العربية التي يصل عمر بعض بيوتها الحجرية إلى 100 عام.
ويقول فيسك إن محمد الخطيب وزوجته قد توفيا ودفنا في قرية حزما، أما الأبناء ومنهم سليمان الخطيب فلا يزالون يعيشون هناك في بيت مزدحم.
أزمة المهاجرين
ونشرت الغارديان موضوعا لسالي هايدن عنونت له بشكل استفهامي قائلة “ليبيا لازالت منطقة حرب فكيف نعيد المهاجرين إليها؟”
وتقول هايدن متعجبة إن البعض يرى أن حقوق الإنسان أصبحت تاريخا عفى عليه الزمن ولم يعد لها وجود في ظل المصالح الدولية القائمة، مضيفة أن فيدريكا موغريني، مفوضة الاتحاد الاوروبي للعلاقات الخارجية، أكدت أن حقوق الإنسان أمر مهم ومصيري للمجتمع العالمي ولا يمكن أبدا القبول بقمع الأشخاص واستباحة حقوقهم الشخصية لأي سبب.
وتضيف هايدن أنه في نفس الوقت الذي كانت موغريني تلقي كلمتها التي تضمنت العبارات السابقة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت الرسائل تتوالي على هاتفها بأن هناك نحو ألف لاجئ يقبعون رهن الاحتجاز المستمر وغير المحدد بأي مدة في معسكرات اعتقال في طرابلس على الساحل الليبي.
وتوضح هايدن أن هؤلاء اللاجئين تم نقلهم من دول الاتحاد الاوروبي إلى الأراضي الليبية مرة أخرى بموجب الاتفاق الذي عقدته بروكسل مع الحكومة الليبية، مضيفة أنه في نفس اليوم قام مجهولون بتوجيه أسلحتهم إلى المهاجرين المعتقلين في سجن أبو سليم الليبي وهددوهم بالقتل.
وتشير إلى أن الاشتباكات الجارية في طرابلس تؤكد أن الميليشيات المتناحرة تسعى للسيطرة على المدينة، وهو ما دفع الحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة إلى فرض حالة الطوارئ حيث تسقط القذائف على الجميع دون تمييز بسبب القصف العشوائي بين المتحاربين.
وتكرر هايدن السؤال كيف يمكن أن يقدم الاتحاد الأوروبي على إعادة اللاجئين إلى بلد تشهد حربا أهلية مثل ليبيا حيث لا يأمنون على حياتهم ولا يمكن للأمم المتحدة او وكالات الإغاثة أن تصل إليهم وتنقل لهم المساعدات المطلوبة.
اختفاء جمال خاشقجي
ونشرت الديلي تليغراف موضوعا لمراسل شؤون الشرق الأوسط راف سانشيز عن توتر العلاقات بين تركيا والمملكة العربية السعودية بسبب اختفاء الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
ويقول سانشيز إن استدعاء الخارجية التركية السفير السعودي لديها وسؤاله عن مكان اختفاء خاشقجي يمثل “بداية لأزمة دبلوماسية بين البلدين”.
ويوضح سانشير أنه تحت “قيادة ولي العهد محمد بن سلمان قام النظام السعودي باعتقال العشرات من المعارضين بينهم أمراء من العائلة المالكة .
ويشير سانشيز إلى أن قضية خاشقجي شغلت الرأي العام العربي على مواقع التواصل الاجتماعي حيث يقول البعض إن خاشقجي تم نقله إلى المملكة فورا، بينما يقول مؤيدون للنظام السعودي إن القصة ملفقة بالكامل بهدف تلطيخ سمعة البلاد.
ويقول سانشيز إن المسؤولين في جريدة واشنطن بوست الامريكية التي يكتب فيها خاشقجي أكدوا قلقهم من الواقعة وأنهم وجهوا مراسلات رسمية للحكومتين التركية والسعودية للاستفسار عن مكانه.