واشنطن (رويترز) – ذكرت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن مسؤولين أمريكيين وأتراك لم تسمهم أن تركيا أبلغت مسؤولين أمريكيين بأن لديها تسجيلات صوتية ومصورة تثبت مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول.
وقالت الصحيفة إنه لم يتضح ما إذا كان المسؤولون الأمريكيون قد شاهدوا اللقطات المصورة أو سمعوا التسجيلات الصوتية، لكن المسؤولين الأتراك وصفوا لهم محتوى هذه التسجيلات.
وأبلغ مسؤول أمني تركي رويترز بأن المحققين الأتراك يستعدون لدخول القنصلية، لكنهم ينتظرون التصريح النهائي من السعوديين.
شركات إعلامية ومدراء تنفيذيون يقاطعون مؤتمرا بالسعودية بعد اختفاء خاشقجي
أعلنت شركات إعلامية أنها ستقاطع مؤتمرا استثماريا في السعودية مع تزايد الغضب بشأن اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي في تركيا هذا الشهر.
وقالت لورين هاكيت المتحدثة باسم رئيسة تحرير صحيفة إيكونومست زاني مينتون بيدوس في رسالة بالبريد الإلكتروني إن بيدوس لن تشارك في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض.
وذكر المذيع الأمريكي أندرو روس سوركين بشبكة (سي.إن.بي.سي) والذي يعمل أيضا صحفيا اقتصاديا بنيويورك تايمز على تويتر أنه لن يحضر المؤتمر قائلا إنه ”يشعر باستياء شديد من اختفاء الصحفي جمال خاشقجي والتقارير الواردة عن مقتله“.
وتزايدت الضغوط على السعودية منذ اختفاء خاشقجي المنتقد البارز للسياسات السعودية والكاتب بصحيفة واشنطن بوست. وكان آخر مرة شوهد فيها في الثاني من أكتوبر تشرين الأول لدى دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول.
وأفادت المتحدثة باسم صحيفة نيويورك تايمز إيلين ميرفي بأن الصحيفة قررت الانسحاب من رعاية المؤتمر.
وقالت صحيفة فايننشال تايمز في بيان إنها تراجع مشاركتها في الحدث كشريك إعلامي.
وذكر دارا خسروشاهي الرئيس التنفيذي لشركة أوبر تكنولوجيز في بيان إنه لن يحضر مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض ما لم تظهر مجموعة مختلفة تماما من الحقائق.
وقال جاستن ديني المتحدث باسم شركة فياكوم إن رئيسها التنفيذي بوب باكيش لن يحضر المؤتمر بعد أن كان أحد المتحدثين فيه.
وأشار موقع المؤتمر على الإنترنت إلى أن شركات إعلامية أخرى من المقرر أن تشارك مثل (سي.إن.إن) وبلومبرج.
وألقى اختفاء خاشقجي، الذي يكتب في صحيفة واشنطن بوست، بظلاله على المؤتمر الاستثماري المعروف باسم (دافوس في الصحراء)، والذي من المقرر أن يبدأ في 23 أكتوبر تشرين الأول ويستمر ثلاثة أيام. وواشنطن بوست مملوكة لمؤسس موقع أمازون دوت كوم ورئيسه التنفيذي جيف بيزوس.
ويجتذب المؤتمر في دورته الثانية بعضا من نخبة الأعمال في العالم ومنهم كبار مستثمري وول ستريت ورؤساء شركات متعددة الجنسيات في مجالات الإعلام والتكنولوجيا والخدمات المالية.
وعبرت مصادر تركية عن اعتقادها بأن خاشقجي قتل داخل القنصلية، وهي مزاعم نفتها الرياض ووصفتها بأنها لا أساس لها من الصحة.
ومن المقرر أن يتحدث في المؤتمر جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لجيه.بي مورجان تشيس آند كو وكذلك الرئيس التنفيذي لماستر كارد أجاي بانجا. ولم يرد مسؤولون عن الشركتين على طلبات للتعليق.
كما قرر ملياردير آخر هو ستيف كيس أحد مؤسسي (إيه.أو.إل) أن ينأى بنفسه عن السعودية، قائلا إنه لن يحضر المؤتمر.
وكتب على تويتر ”قررت في ضوء الأحداث الأخيرة أن أعلق خططي بانتظار مزيد من المعلومات بخصوص جمال خاشقجي“.
ودفع اختفاء خاشقجي مسؤولين وزعماء أعمال إلى الانسحاب من مشروع كبير آخر في السعودية، وهو مدينة نيوم الاقتصادية، الذي يرعاه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
فقد أعلن وزير الطاقة الأمريكي السابق إرنست مونيز يوم الأربعاء أنه قرر تعليق دوره الاستشاري في المشروع لحين معرفة مزيد من المعلومات عن خاشقجي.
وكان مونيز واحدا من 18 شخصا يشرفون على مشروع نيوم الذي تبلغ كلفته 500 مليار دولار. وقال الأمير محمد بن سلمان الأسبوع الماضي إن منطقة نيوم التجارية ستشهد بناء مدينتين إلى ثلاثة مدن كل عام بدءا من عام 2020 وسينتهي العمل بها بحلول عام 2025.
وأنهت مجموعة هاربور جروب، وهي شركة في واشنطن تقدم خدمات استشارية للسعودية منذ أبريل نيسان 2017، يوم الخميس عقدا مع المملكة حجمه 80 ألف دولار في الشهر. وقال عضوها المنتدب ريتشارد مينتز ”لقد أنهينا العلاقة“.
وذكر الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون الخميس أن مجموعته (فيرجن جروب) ستعلق محادثاتها مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي بشأن استثمارات مقررة حجمها مليار دولار في مشاريع المجموعة في الفضاء، وذلك على خلفية اختفاء خاشقجي.
اختفاء خاشقجي يعزز موقف الكونجرس الأمريكي من مبيعات السلاح للسعودية
عزز اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي الاتجاه المقاوم في الكونجرس الأمريكي لبيع أسلحة للسعودية، وهي بالفعل مسألة مثيرة لاستياء كثير من المشرعين القلقين بشأن الأزمة الإنسانية التي أطلقت شرارتها الحرب الأهلية في اليمن.
وحتى قبل أن ترد تقارير تركية عن مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول، كان مشروعون ديمقراطيون قد ”جمدوا“ ما لا يقل عن أربعة اتفاقات لبيع عتاد عسكري للمملكة لأسباب على رأسها الهجمات السعودية التي أودت بحياة مدنيين يمنيين.
والرئيس الأمريكي دونالد ترامب قلق من وقف مبيعات الأسلحة على خلفية القضية، وقال يوم الخميس إن المملكة ستحول ببساطة أموالها إلى روسيا والصين.
وتبذل دول الخليج العربية جهودا حثيثة منذ 2015 لاستعادة حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي التي طردها الحوثيون الشيعة الذين تعتبرهم تلك الدول عملاء لإيران. وأودت الحرب بحياة نحو عشرة آلاف شخص وأوجدت أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وقال مشرعون أمريكيون وديمقراطيون وبعض من حزب ترامب الجمهوري إن التقارير الواردة عن مقتل خاشقجي داخل القنصلية زادت المخاوف المتعلقة بالحكومة السعودية.
وقال السناتور بوب كوركر الرئيس الجمهوري للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ للصحفيين ”هذا شيء يغضب الناس مثلما ينبغي له أن يفعل“.
ولدى خاشقجي إقامة قانونية في الولايات المتحدة ويكتب في صحيفة واشنطن بوست. ودخل القنصلية في الثاني من أكتوبر تشرين الأول لاستخراج وثائق لزواجه المرتقب. وقالت خطيبته التركية خديجة جنكيز، التي كانت تنتظره بالخارج، إنه لم يعاود الظهور.
وتسمح عملية مراجعة غير رسمية للزعماء الجمهوريين والديمقراطيين للجنتي العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ والشؤون الخارجية بمجلس النواب بوقف صفقات الأسلحة الكبرى لدول أجنبية إذا كانت لديهم مخاوف مثل ما إذا كانت الأسلحة ستستخدم في قتل مدنيين.
وقال كوركر إنه أبلغ متعاقدا دفاعيا في الآونة الأخيرة بألا يضغط للحصول على صفقة مع السعوديين حتى قبل قضية خاشقجي.
وأضاف ”قلت له قبل أن يحدث هذا.. رجاء لا تضغط للحصول على أي (عقود) مبيعات أسلحة حاليا لأننا لن نقرها. لن يحدث ذلك. وفي ظل هذا (قضية خاشقجي) يمكنني التأكيد أنه لن يحدث لفترة من الزمن“.
ولم تتوفر بعد تفاصيل كل صفقات السلاح السعودية المتوقفة، لكن إحداها يتعلق ببيع ذخائر عالية التقنية للسعودية والإمارات بما قيمته مئات الملايين من الدولارات.
وقال السناتور روبرت مينيديز، أكبر عضو ديمقراطي بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إن إدارة ترامب لم تتصد للمخاوف التي أثارها للمرة الأولى في يونيو حزيران بشأن بيع ذخائر دقيقة التوجيه من إنتاج شركة رايثيون لأعضاء في التحالف الذي تقوده السعودية.
وقال بعض المشرعين الآخرين إنهم سينتظرون لمعرفة المزيد بشأن مصير خاشقجي قبل أن يساندوا خطوة مثل وقف جميع مبيعات الأسلحة، وذلك نظرا لأهمية التحالف الأمريكي مع الرياض.
وقال العضو الجمهوري البارز بمجلس الشيوخ ”أعتقد أن ما ينبغي لنا فعله هو معرفة ما حدث بالفعل أولا.. وساعتها يمكننا بحث التداعيات، لكن من الواضح أن المزاعم عن التورط السعودي جادة للغاية“.
مجموعة فيرجن توقف محادثات بشأن استثمارات سعودية ضخمة في مشاريع الفضاء
ذكر الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون يوم الخميس أن مجموعته (فيرجن جروب) ستعلق محادثاتها مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي بشأن استثمارات مقررة حجمها مليار دولار في مشاريع المجموعة في الفضاء، وذلك على خلفية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وقال برانسون في بيان ”إذا ثبتت صحة ما ورد أنه حدث في تركيا بشأن اختفاء الصحفي جمال خاشقجي، فسيغير ذلك بوضوح قدرة أي منا في الغرب على القيام بأعمال مع الحكومة السعودية“.
وأضاف أنه سيعلق عمله في إدارة مشروعين سياحيين سعوديين بمدينة نيوم الاقتصادية على البحر الأحمر بسبب اختفاء خاشقجي، الصحفي بواشنطن بوست.
وتزايدت الضغوط على السعودية منذ الثاني من أكتوبر تشرين الأول عندما اختفى خاشقجي المنتقد البارز للسياسات السعودية والكاتب بصحيفة واشنطن بوست.
وعبرت مصادر تركية عن اعتقادها بأنه قتل داخل المبنى ونقل جثمانه، وهي مزاعم نفتها الرياض ووصفتها بأنها لا أساس لها من الصحة.
وكان صندوق الاستثمارات العامة السعودي قال العام الماضي إنه يعتزم استثمار مليار دولار في شركة الفضاء التابعة لبرانسون، فيرجن جالاكتيك، وشركتي ذا سبيس شيب وفيرجن أوربت.
وقال برانسون الخميس ”لقد طلبنا مزيدا من المعلومات من السلطات في السعودية لتوضيح موقفها فيما يتعلق بالسيد خاشقجي“.
وذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن محققين أمريكيين يساعدون تركيا في تحقيقها بشأن اختفاء خاشقجي، مشيرا إلى أن المحققين يعملون أيضا مع السعودية.