مازال الموضوع الأبرز في تغطية الصحف البريطانية للشؤون الدولية هو اختفاء الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي بعد دخوله قنصلية بلده في مدينة إسطنبول التركية الأسبوع الماضي.
فتحت عنوان “هل ينجو ولي العهد السعودي؟” كتب ريتشارد سبينسر في التايمز يقول إن الأضواء تتسلط على دولة واحدة ورجل واحد في حادث خاشقجي، فالدولة هي السعودية حليفة الولايات المتحدة وبريطانيا, والرجل هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وتقول الصحيفة إن الغرب قد لا يعجب بسياسة السعودية والتي تتضمن أحكاما بالإعدام وخطف منشقين، ولكن لم يصل الغضب إزاء سياستها من قبل لمثل ما حدث في حالة خاشقجي فقد كان مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي من أوائل من طالبوا الرياض بإجابات، كما دعا بعض أعضاء مجلس الشيوخ لفرض عقوبات، وبدأت مؤسسات كبرى في الانسحاب من مؤتمر استثماري، والجميع بما في ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريدون إجابات من رجل واحد وهو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وتابعت الصحيفة قائلة إن ولي العهد السعودي أجرى تغييرات كبيرة في المملكة لأمور لم تكن تعجب الغرب، ولكن سياساته تثير انتقادات ومخاوف وتراجع عدد مؤيديه وبات البعض يرى أن الحل يتطلب إزاحة بن سلمان من منصبه وتعيين آخر مكانه.
وقالت الصحيفة إن التضحية بولي العهد سترضي أولئك الذين يريدون البقاء إلى جانب الرياض، لكن أن يستغل أحد أمراء الأسرة الحاكمة المناوئين له هذه الفرصة للتحرك أمر آخر.
وأضافت الصحيفة أنه تم استدعاء السفير السعودي في واشنطن وشقيق ولي العهد الأصغر خالد بن سلمان للرياض ربما للبحث عن تسوية لإنقاذ الأمير.
خطأ حسابات
وفي صحيفة آي وتحت عنوان “خطأ في حسابات السعوديين بشأن خاشقجي” كتب باتريك كوكبرن يقول إن مؤامرة قتل خاشقجي المدعومة بالصوت والصورة والتي قدمها الأتراك للجانب الأمريكي تكشف عن وحشية الهدف منها ليس فقط أن يصمت المنشقون بل أيضا ترويع كافة المعارضين.
وتابعت الصحيفة قائلة إن الترويع هدفه إظهار أن النقد ولو بالتلميح سيجابه بأقصى درجات العنف.
ومضت الصحيفة تقول إن هذه هي سمات الحكام الدكتاتوريين الذين يتسمون بعدم الاتزان الناجم عن عدم سماعهم أصوات وآراء معارضة.
وقالت الصحيفة إنه كما حدث للعراق وحربه مع إيران ثم الغزو العراقي للكويت جاء دخول السعودية حرب اليمن عام 2015 والتي أدت إلى نتائج كارثية على الشعب اليمني.
وأضافت الصحيفة أن ضعف رد الفعل الدولي على الحرب التي شنتها السعودية في اليمن يوضح الغموض الذي يحيط بمقتل خاشقجي فربما اعتقد المسؤول عن ذلك أنه سيفلت بفعلته.
وأوضحت الجريدة أن القيادة السعودية التي أفلتت من اللوم على الأعمال الوحشية في اليمن لم تتوقع كل هذا الغضب لمقتل رجل واحد في القنصلية السعودية في اسطنبول ولعل ذلك يبرر لماذا لم يتوقع السعوديون رد الفعل على “اغتيال” خاشقجي.
انسحاب
وفي الديلي ميل كتبت سارة مالم وميغان شيتس تقولان إن عددا من أقطاب التجارة والإعلام انسحبوا من مؤتمر استثماري في السعودية عقب اختفاء خاشقجي والذي يخشى أن يكون قد لقي حتفه.
وقالت الصحيفة إن المبادرة الاستثمارية التي تحمل اسم “ديفوس الصحراء” كان من المقرر أن تبدأ في الرياض في 23 أكتوبر/تشرين أول الجاري بمشاركة وزير الخزانة الأمريكي ستيف منوشين وجيمي ديمون رئيس جي بي مورغان.
وذكرت الصحيفة أنه كان من المقرر أن يكون بين المتحدثين أيضا رئيس أوبر دارا خوسروشاهي، والذي قال إنه لن يحضر إلا لو قدمت السعودية تفسيرا مقبولا لاختفاء خاشقجي.
وقالت الصحيفة أيضا إنه من بين من أعلن عدم حضوره كل من جيم يونغ كيم رئيس البنك الدولي ورؤساء تحرير وصحفيو الإيكونوميست وسي ان بي سي. ويأتي ذلك بعد إعلان الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون تعليق كل علاقاته التجارية مع السعودية بما في ذلك استثمارات بقيمة مليار دولار في فيرجين أتلانتيك.