كعادته، أطلق الأسطورة الأرجنتينية دييغو مارادونا أحد تعليقاته الغريبة. وفيما كان يحاول الدفاع عن مواطنه ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم خمس مرات، اعتبر أن اللاعب الذي يذهب «إلى الحمام 20 مرة قبل المباراة» لا يصلح أن يكون قائداً. وبطبيعة الحال، فإن تصريح مارادونا هو «نكتة» مارادونية، لا تراعي ظروف الإعلام اليوم، مقارنةً بما كانت في زمان مارادونا، كما أن حجم الضغط اختلف على اللاعبين باختلاف الزمنين. ذلك لا يلغي أن ميسي عانى دائماً، ولم يسعفه الحظ لقيادة الأرجنتين إلى لقب عالمي كبير، رغم وصوله إلى ثلاثة نهائيات متتالية في بطولتين قاريتين كبيرتين. ورغم تألقه الصارخ مع برشلونة الإسباني وسيطرته على الجوائز الفردية مع البرتغالي كريستيانو رونالدو في الأعوام العشرة الأخيرة، لم يحقق شيئاً مع المنتخب، وذلك لضعف الإدارة التكتيكية للمنتخب.
وقال مارادونا لقناة «لا أولتيما بالابرا» (الكلمة الأخيرة) المكسيكية: «ميسي لاعب رائع، لكنه ليس قائداً. قبل التحدث مع المدرب واللاعبين، سيلعب البلاي ستايشن (لعبة إلكترونية). ثم على أرض الملعب، يريد أن يكون قائداً. هو الأفضل في العالم مع كريستيانو (رونالدو)». وتابع مارادونا (57 عاماً) الذي يعدّ كثيرون ميسي (31 عاماً) خليفته في الملاعب «من الصعب أن تصنع قائداً من رجل يذهب إلى الحمام 20 مرة قبل المباراة». وأردف اللاعب الذي قاد بلاده إلى الفوز بمونديال 1986 في المكسيك قبل أن يدربه في فترة لاحقة «دعونا نتوقف عن تأليه ميسي. ميسي هو مجرد لاعب آخر من الأرجنتين». وعن ابتعاد ميسي عن المنتخب بعد الفشل الأخير في مونديال روسيا والخروج من الدور الثاني أمام فرنسا البطلة 3-4 أضاف: «لا أحبذ استدعاءه الآن… يجب أن نبعد الضغوط عنه. يجب أن نبعد القيادة عن ميسي كي يصبح ميسي الذي نريده».
وكان مارادونا الذي يشرف على تدريب نادي سينالوا المكسيكي من الدرجة الثانية نصح ميسي مطلع الشهر الحالي بترك المنتخب الوطني، معتبراً أنه حُمّل بشكل غير عادل مسؤولية فشل الأرجنتين في مونديال روسيا. وما هو لافت، أن مارادونا يتحدث دائماً كما لو أنه مدربٍ كبير وناقد كبير، كما كان حاله عندما كان لاعباً.