وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية المملكة باسطنبول بأنه جريمة منظمة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تتحمل جزءا من المسؤولية عنها.
وقال روحاني في تصريح أدلى به اليوم الأربعاء إن مقتل خاشقجي هو “جريمة منظمة.. غير مسبوقة منذ عقود.. لم تكن لتُرتكب لولا دعم الولايات المتحدة للرياض”، معتبرا القضية “جريمة واضحة من وجهة نظر الثقافة الإسلامية”.
ودعا الرئيس الإيراني السلطات التركية إلى مواصلة التحقيقات في قضية خاشقجي حتى أن تتضح جميع أبعادها وزواياها.
وقال: “لم يكن يتصور أحد في عالم اليوم وفي هذا القرن أن يشهد جريمة قتل منظمة على هذا النحو، بل ومخططة من قبل دولة بشكل فظيع، ولا أعتقد أن هناك دولة في العالم تجرؤ على ارتكاب هكذا جريمة من دون دعم الولايات المتحدة”.
ووجه الرئيس الإيراني انتقادات قوية اللهجة إلى الرياض، قائلا إن مقتل خاشقجي يكشف طبيعة سلطات المملكة “وكأن هناك قبيلة تحكم دولة في السعودية، وتتمتع بدعم أمني، وترتكب مثل هذه الجريمة مستندة إلى قوة كبرى توفر لها الحماية ولا تسمح لأحد بالوقوف ضدها في المحاكم الدولية التي تقاضي مرتكبي الجرائم الإنسانية في العالم”.
وشدد الرئيس الإيراني على أن الفكر الذي أدى إلى مقتل الصحفي هو الفكر نفسه الذي أسفر عن قيام تنظيم “داعش” في المنطقة، مشيرا إلى أن مواقف الولايات المتحدة ودول أوروبا والعالم كله إزاء هذه القضية ستظهر مدى حساسيتها بالنسبة لحقوق الإنسان والحفاظ على الكرامة البشرية.
وقال روحاني موجها كلامه إلى واشنطن والعواصم الغربية: “علينا أن نرى ردة فعل الدول التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان. هل ستصدق شعوب العالم شعاراتكم في الدفاع عن حقوق الإنسان أم أنكم ستعلنون أنكم لستم مستعدين لإعلان مواقفكم بشكل صريح من أجل مبلغ الـ 450 مليار دولار؟ ردة فعلكم على مقتل خاشقجي ستوضح طبيعتكم بشكل جلي”.
واختفى الصحفي السعودي المتعاقد مع صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية جمال خاشقجي بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول يوم الثاني من أكتوبر الجاري.
وبعد نحو أسبوعين من نفي المسؤولين السعوديين تورط بلادهم في اختفاء خاشقجي، وادعائهم بأنه خرج من القنصلية، ونتيجة للضغوط الدولية، أقرت النيابة العامة في المملكة، في ساعة متأخرة من مساء الجمعة الماضي، بأن الصحفي “توفي جراء شجار واشتباك بالأيدي” نشب داخل القنصلية، مؤكدة اعتقال 18 مواطنا سعوديا للتحقيق معهم في القضية.
وأمر العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز بإعفاء خمسة مسؤولين من مناصبهم على خلفية القضية، بمن فيهم المستشار في الديوان الملكي، سعود القحطاني، ونائب رئيس الاستخبارات العامة، أحمد عسيري.
ووصف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مقتل خاشقجي بأنه “خطأ فادح”، مؤكدا أن فريقا أمنيا متورطا في القضية تجاوز صلاحياته.
وألحقت هذه القضية ضربة موجعة بسمعة المملكة السعودية في العالم، حيث تواجه الرياض ضغوطا ومطالب من قبل الكثير من الدول ومنظمات حقوق الإنسان بالكشف الكامل عن حقيقة ما حصل في القنصلية وملاحقة جميع المسؤولين عنه.