تذكّرت «نيويورك تايمز» أنّ هناك حرباً في اليمن، وأنّ تلك الحرب وما نجم عنها من مأساة إنّما يقودها الأمير «الإصلاحي» محمد بن سلمان. الإصلاحي نفسه المتهم بقَتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصليّة السعودية في إسطنبول. الحرب المتواصلة منذ ما يزيد على ثلاث سنوات ونصف السنة، هي إذاً جزء من سياق لـ«نذكّر» العالم بأنّ هناك وحشاً يتربّص بنَا شراً؟ لكن لماذا قرّرت الصحيفة، بعد كل هذا الوقت، أن تنشر صوراً قاسية جداً تجسّد معاناة الأطفال اليمنيّين؟ هل لأنّ ذلك هو «واجبها المهني»؟ كما تقول. ليس ذلك فحسب، هي لاحظت، وهذا الأهمّ، أنّ «مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، سلّط الضوء على تكتيكات السعوديّة في اليمن، حيث دفعت حرب اقتصادية بملايين اليمنيين إلى حافة المجاعة».
هل دفعتهم الحرب إلى المجاعة يوم أمس، مثلاً! صار عدد هؤلاء 13 مليوناً، وفق التقديرات الأخيرة للأمم المتحدة. وإذا كانت هذه تقديرات منظّمة دوليّة غير حياديّة، فإنّ الأكيد أن الرقم أعلى من ذلك بكثير، وأن المعاناة أكبر بكثير من أن توثّقها بعض الصور. ولكن ما الذي سيتغيّر إذا كانت الإدارة الأميركية (دينامو الحرب)، ترفض أن تعرّض مصالحها للخطر، أي أنها ترفض التضحية بصفقات أسلحة للرياض «بـ 110 مليارات دولار و500 ألف فرصة عمل». من أجل من؟ 13 مليوناً؟ أو صحافي قتل في قنصلية بلاده؟