بعد الهجوم المضادّ الذي شنّه تنظيم «داعش»، على مدى أيام، ضدّ مواقع «قوّات سوريا الديموقراطية» (قسد) في محيط منطقة هجين في أقصى الريف الجنوبي الشرقي لمدينة دير الزور، تعيد هذه القوات توزيع نفسها على خطوط التماس هناك، مستعينة بتعزيزات عسكرية كبيرة من القوات الكردية المنضوية تحتها، بعدما كان المقاتلون التابعون لما يعرف بـ«مجلس دير الزور العسكري» هم العنصر الأساسي في القوات، التي تقاتل «داعش» في الجيب المحاصَر. كذلك، يجري الحديث عن «حشودات» عسكرية تعدّها قوات «التحالف»، وعلى رأسها الجنود الأميركيون المتمركزون في المنطقة، لإعادة توجيه هجوم ضد مقاتلي «داعش».
وقد قال قائد في صفوف «قوات سوريا الديموقراطية»، إن «قوات خاصّة كردية انضمت إلى عملية هجومية على عناصر تنظيم داعش» في شرق سوريا، وذلك بعد استعادة مقاتلي التنظيم مواقع عسكرية للقوات المدعومة من الولايات المتحدة، في هجوم مضاد واسع. وأفاد «المرصد السوري المعارض»، بأن «نحو 70 من مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية قُتِلوا في الهجوم الذي شنه التنظيم تحت ستار عاصفة رملية، وشارك فيه مفجّرون انتحاريون ونساء متشدّدات». وقالت «قسد» إنها «فقدت 14 من مقاتليها». وأشار ناطق باسم قوات «التحالف»، الذي تقوده الولايات المتحدة، إن «تنظيم داعش تمكّن من استعادة بعض الأرض، لكن قوّات سوريا الديموقراطية ستعود بدعم من التحالف». وقال الكولونيل شون رايان الناطق باسم قوات «التحالف»، في رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى وكالة «رويترز»: «هذه المعركة أخذ ورد، في بعض الأحيان، مثل غالبية المعارك العسكرية، ولقد قلنا منذ البداية إن هذا سيكون صراعاً صعباً»، وأضاف: «تنظيم الدولة الإسلامية يستخدم مقاتلين أجانب متمرّسين، وليس لديهم ما يخسرونه، وسوف تعود قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف وستواصل دحر وتدمير التنظيم».
وأرجع القائد في قوات «قسد» الانتكاسة جزئياً، إلى «قلّة خبرة المقاتلين العرب في صفوف قوات سوريا الديموقراطية، التي خاضت معظم العمليّات القتالية ضد تنظيم داعش في دير الزور». وقال إن «المقاتلين العرب من قوات مجلس دير الزور العسكري استطاعوا التقدم في الحملة حتى مستوى محدد، لكن التنظيم يقاوم بشراسة أكبر مع اقتراب الهجوم من جيوبه الأخيرة». وأضاف: «هذا يتطلب نشر قوات خاصة من قوات حماية الشعب الكردية، التي تقود قوات سوريا الديموقراطية ومن وحدات حماية المرأة التابعة لها». كذلك، أشار إلى أنهم اضطروا «للاستعانة بمقاتلين محترفين من وحدات حماية الشعب والمرأة… وسوف يتم الاعتماد عليهم في استكمال الحملة».
من جهة أخرى، أعلنت قوات «الحشد الشعبي» العراقية، يوم السبت، إنها «عززت صفوفها على الحدود السورية، بما في ذلك نشر بطاريات صواريخ»، وذلك بعد تراجع قوات «قسد» مقابل هجوم مقاتلي تنظيم «داعش». ونقل موقع «الحشد الشعبي» عن قائد كبير في «الحشد» قوله إن «الشريط السوري العراقي، كان غير مؤمّن وعندما تم تأمين جزء منه كانت هناك جيوب، ولكن العمليات النوعية قضت عليها في شكل كامل وأُمِّن من منفذ ربيعة (في شمال غربي البلاد) إلى التنف (الجنوب الغربي)». وأكد العميد يحيى رسول، الناطق باسم الجيش العراقي، أن قوات «الحشد الشعبي»، «عزّزت صفوفها على الحدود». وأضاف أن «الجيش مستعد لمواجهة أي محاولة من الإرهابيين لعبور الحدود». وقال رسول: «عندنا قطعات (وحدات) خلف الحدود، هي القطعات المدفعية العراقية، موجودة في حال وقعت محاولة لعناصر التنظيم الإرهابي التسلل… لدينا أيضاً مراقبة جوية».
وقد «استنفرت» القوات الأميركية، القوات العراقية على الحدود مع سوريا، إذ قال المركز الإعلامي لوزارة الداخلية العراقية إن «طائرات هليكوبتر أسقطت منشورات على القوات العراقية والقبائل تحذرهم من محاولات عناصر تنظيم داعش عبور الحدود».