قال موقع “ميدل إيست آي” البريطاني إن “صفقة القرن” هي السبب الرئيسي، وراء الدفاع الإسرائيلي المستميت عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان فيما يخص قضية “خاشقجي”، مشيرا إلى أن “ابن سلمان” حجر الزاوية فيما يتعلق بهذه الصفقة التي يريد “ترامب” فرضها على السلطة الفلسطينية.
وقال الموقع، في تقرير مطول إنه على مدار الشهر الماضي، التزمت إسرائيل الصمت إزاء تورط الرياض في مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي. كما تحاشت التطرق لهذا الموضوع مخافة الإساءة لحليفها العربي الأبرز في المنطقة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد صرح بأن “ما حدث في القنصلية السعودية في إسطنبول كان مروعا، ويجب اتخاذ الإجراءات اللازمة في الصدد. ولكن، في الوقت ذاته، من المهم للغاية أن تبقى السعوديةمستقرة بهدف المحافظة على استقرار المنطقة والعالم ككل”.
وكشف الموقع في تقريره الذي ترجمه موقع “عربي21” عن أن من أبرز الأسباب التي تجعل الحكومة الإسرائيلية تدافع عن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، صفقة القرن.
ففي الواقع، يعتبر نتنياهو ابن سلمان حجر الزاوية فيما يتعلق بصفقة القرن التي يريد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فرضها على السلطة الفلسطينية، لإيجاد حل جذري لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وقد ذكر العديد من المحللين أن ما تم تسريبه من بنود ضمن هذه الصفقة في وسائل الإعلام يشير إلى أن هذه الخطة تخدم المصالح الإسرائيلية إلى حد كبير على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.
وأفاد الموقع بأن نتنياهو يعول على قدرة ولي العهد السعودي على التأثير على السلطة الفلسطينية للموافقة على صفقة القرن. فعلى الرغم من الطبيعة الأحادية لهذه الخطة، إلا أن ابن سلمان حاول إقناع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بضرورة القبول بهذه الصفقة، وفي حال عدم إذعانه لهذا المقترح واستمراره في الرفض، فعليه تقديم استقالته, ويحيل ذلك إلى تكهنات بوجود بديل للرئيس الحالي مستعد للموافقة على مثل هذه الصفقة.
من جهته، يدرك نتنياهو أن الخوض في قضية تورط بن سلمان في مقتل خاشقجي قد يضر بمصالحه في المنطقة، وهو ما يحاول تجنبه في الوقت الراهن.
وأضاف أن هناك مصالح اقتصادية متبادلة ضخمة على المحك. فقد ساهمت العلاقات الوثيقة التي ربطت الطرفين في تعزيز المعاملات الاقتصادية بين كل من الحكومة الإسرائيلية وجميع الدول الخليجية. وقد وقعت شركات عسكرية وشركات مراقبة إسرائيلية مع العديد من دول المنطقة عقودا تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.
وأكد الموقع أن أهم قضية تجمع بين الرياض وتل أبيب، العداوة المشتركة لإيران، حيث يرى نتنياهو في ابن سلمان صديقا يتشارك معه الرغبة في تقويض النفوذ الإيراني في المنطقة. وقد ساهم هذا العدو المشترك في توطيد العلاقات بين الجانبين خلال السنوات القليلة الماضية.
خلف الكواليس، تواصل إسرائيل دعمها للسعودية. وفي هذا الشأن، صرح أحد كبار الوزراء الإسرائيليين لموقع المونيتور، اشترط عدم الكشف عن هويته، قائلا: الحكومة الإسرائيلية لا تستطيع التنديد بما قام به النظام السعودي في حق الصحفي خوفا من أن يتم تسليط الضوء على عمليات الاغتيال التي قام بها الموساد للتخلص من أعدائه العرب والأجانب، ناهيك أن بعض هذه العمليات قد طالت أيضا مواطنين إسرائيليين.
وفي الختام، أكد الموقع أن عددا من القادة في منطقة الشرق الأوسط أعلنوا عن وقوفهم في صف ولي العهد السعودي وبادروا بالدفاع عنه. ويبدو أن دعم نتنياهو لشريكه يأتي ضمن حملة منظمة للدفاع عن السعودية. لكن هذه الخطوة تجعل إسرائيل من ضمن المدافعين عن إرهاب ترعاه الدولة.