واصل العدو الاسرائيلي عدوانه على غزة بقصف المباني السكنية والبُنى التحتيّة، فيما وصلت حصيلة الشهداء إلى ستة، وعدد الجرحى إلى 22. في المقابل، حوّلت فصائل المقاومة الفلسطينية منذ ساعات الليل الحياة في مستوطنات الغلاف إلى «جحيم لا يُطاق» كما عبّر المستوطنون أنفسهم. وعلى ما يبدو، فإنّ العدوان مرشّح للاستمرار والتصعيد في ظل فشل الوساطات والجهود للتوصل إلى تهدئة، كما تشير التطورات الميدانية من تعزيزات استقدمها العدو، ورفعِه درجة التأهّب إلى ما يُنذر بالمزيد.
منذ تسلّل مجموعته النوعيّة لتنفيذ مهمة خاصة أحبطتها المقاومة، أول من أمس، يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على القطاع المحاصر؛ حيث شنّت طائراته عشرات الغارات وقصفت أكثر من مئة موقع في مختلف المناطق. في المقابل، ردّت فصائل المقاومة على عمليّته العدوانيّة، المستمرة منذ ساعات الليل، في إطلاق أكثر من 400 صاروخ حتى الآن، أسقطت منها القبة الحديدية مئة فقط، بحسب إعلام العدو. حصيلة الإصابات في صفوف الجنود والمستوطنين، هي قتيلان على الأقل، وأكثر من مئة إصابة بينها خمس بحال الخطر، كما ذكرت «القناة الـ13» الإسرائيلية.
تأتي هذه التطورات، بينما يعقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، في هذه الأثناء، اجتماعه في تل أبيب لمناقشة التطورات. وما يرشح من المعلومات، أنّ العدوان مرشح للتصعيد، وقد هدّد الناطق باسم حكومة العدو، أوفير جندلمان، غزة «بالخراب والدمار». في المقابل، تستمر المقاومة في إطلاق صواريخها باتجاه المواقع العسكرية الإسرائيلية، ومستوطنات الغلاف التي هرب منها أكثر من 3000 مستوطن باتجاه فنادق إيلات جنوب فلسطين المحتلة، وفق صحيفة «يديعوت أحرونوت».
أبو عبيدة: عسقلان دخلت دائرة النار والصواريخ
من جهة ثانية، قال الناطق باسم «كتائب القسام»، أبو عبيدة، إنّ «عسقلان دخلت دائرة النار والصواريخ»، وذلكَ رداً على قصف العدو للمباني المدنيّة في غزة. وأكّد في تغريدة له عبر «توتير» أنّ «أسدود وبئر السبع هما الهدف التالي إذا ما تمادى الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه وقصف المباني المدنيّة الآمنة في القطاع»ـ موضحاً أنّ «عسقلان هي البداية ونحو مليون صهيوني سيكونون في انتظار الدخول في دائرة صواريخنا، في حال واصل الاحتلال عدوانه».
وفي وقت سابق من اليوم، قصفت طائرات العدو موقعاً للمقاومة في مدينة خانيونس وآخر في بلدة بيت حانون، ودمرّت مبنىً سكنياً في حي الرمال بثمانية صواريخ على الأقل، كما قصفت مبنى الشرطة البحرية غربي خانيونس، وكليّة العلوم والتكنولوجيا. وقصفت مدفعية العدو بثلاث قذائف أرضاً زراعية، ما تسبّب في إصابة أربعة مزارعين بجروح مختلفة.
وفي السياق، تمكّنت مجموعة مقاومة من اقتحام موقع «فجة» العسكري شرقي غزة، بعدما قصّت أكثر من ثلاثة أمتار من السياج، قبل أن تقتحم أكثر من دشمة عسكرية وتغنم ما فيها. وعقب ذلك، تقدّمت دبابة من نوع «ميركافا»، فأطلقت قذائف باتجاه المجموعة.
وقال الناطق باسم جيش العدو: «قُصف نحو 50 هدفاً لحركَتي حماس والجهاد الإسلامي في مناطق متفرقة من قطاع غزة»، موضحاً، في بيان لوسائل الإعلام، أنّ «من بين الأهداف نفق هجومي، وأربعة مجمعات عسكرية في مدينة غزة وبيت حانون وجباليا وخانيونس ومواقع لإطلاق صواريخ في خانيونس».
وحتى صباح اليوم، «استهدف الجيش الإسرائيلي نحو 150 هدفاً في قطاع غزة بالإضافة إلى ثلاثة مبانٍ حكومية تابعة لحماس والتي تستخدم لأغراض عسكرية»، كما زعم الناطق العسكري.
تعليق الدوام في وزارات القطاع
في ظلّ التصعيد ومواصلة العدوان الإسرائيلي على غزة، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي عن تعليق الدوام الحكومي في كافة الوزارات باستثناء المستشفيات وعيادات الرعاية الأولى، والمراكز الصحية، وجهات تقديم الخدمات المباشرة للمواطنين. يأتي ذلك، بينما عقدت لجنة الطوارئ العليا في وزارة الصحة، وأطرها الفرعية في المحافظات، اجتماعاً لبحث وتقييم الجهوزية والاستعداد في ضوء التطورات الميدانيّة التي يشهدها القطاع المحاصر.
أمّا الحياة في المستوطنات الجنوبية، فقد تحوّلت إلى «جحيم لا يُطاق» كما عبّر عدد من مستوطني «أشكلون» في حديثهم إلى «القناة الـ13» الإسرائيلية. وقد دعا رؤساء البلديات هناك إلى توسيع نطاق الهجمات الإسرائيلية على القطاع، والتعامل بجدية وبحزم مع تهديدات المقاومة. كما توجهوا إلى المستوطنين باتباع التعليمات الصادرة عن الجبهة الداخلية تباعاً والبقاء في مناطق محصّنة من أجل الحفاظ على حياتهم.