تشكل القوة الناعمة التي تشكلها الجيوش الالكترونية للمسؤول أهمية قصوى للاحزاب والشخصيات السياسية والاجتماعية وبرزت في المنافسة الحادة بين القوى السياسية بأستخدام الاساليب الحديثة بتسقيط ومهاجمة الخصوم وأستغلال الفضاء الالكتروني .
وغالبا مايدير هذه الصفحات صحفيون محترفون مهمتم أعداد مايسمى (بالغيمة ) ليلتقطها المساعدون والاتباع وعبر (كروبات ) قنوات التواصل لتنشر في عشرات المئات من الصفحات على السوشيال ميديا ، وقد يكون الاتباع او المساعدون موظفون بالدوائر الرسمية أوفي المكتب الخاص او قد يكون بعضهم تم تعيينه في وظيفة معينة لاجل خدماته في الجيوش الالكترونية وليس لقدراته المهنية او التخصصية.
وفي أدارة الدولة أنطوت صفحة لكتيبة من الجيش الالكتروني لأحد القادة السياسيين تبين أنها تضم أكثر من خمسمائة جندي تصرف عليهم أموال الحكومة وبمبالغ أشّرت الى حدّ بعيد تنامي هذة الظاهرة لتصل ذروتها مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدا (الفيس بوك) كونه يشهد تواجدا يوميا للغالبية العظمى من الشعب العراقي..
بالطبع (الحقيقة) هي أكبر ضحايا هذه الجيوش، حيث تنسب أفعال واقوال تنال من الخصم أوتدلس وتظلل الرائ العام عبر منشور او تغريدة او صورة مفبركة لتشتعل الحرب ففي كل مسألة وقضية ينقسم المتلقون الى فريقين او اكثر يتعاملون مع الموضوع بشكل يمكن اختصاره بين الدفاع المستميت والهجوم القاسي، فيكون المتلقي في حيرة كيف يمكن ان يصل الى حقيقة الموضوع“.
أذ يتلقى الرمز(أكس ) قائد الكتيبة الالكترونية توجيهات بفبركة الاخبار عن الخصوم السياسيين والجهات الشعبية والاعلامية التي تعمل بالضد من جهة التمويل أو الجهة التي يعمل لصالحها ليتم توزيعها بسرعة البرق على العرفاء والجنود فيضيفوا لها التوابل والبهارات وهي كما هائلا من الشتائم والسخرية والانتقاص لكي لاتتشابهه صفحات الهجوم .. “.فيلتقطها المحبون الذين يتبنون الدفاع عن وجهات نظر من يحبون،ويقومون بنشرها بشكل طوعي ..فتزداد مساحة الطروحات بشكل لايصدق ..
وقوام هذة الجيوش أولئك الذين فشلوا في الصحافة فابدعوا في ميدان التسقيط ترفد جهدهم الخبيث بطاقات الترويج والتي تشترى وتزيد من نسبة التفاعل الى عشرات الالاف من المتابعين والمعلقين …
لقد غابت الصحافة الحقيقية عن هذة الخلايا السرطانية فمن يدخل عالم السوشيال ميديا يجد قيحا كبيرا بسبب هؤلاء الذين تجاوزوا كل حدود اللياقة واخذوا لا يراعون زميلا او صديقا، بل انهم استفادوا من الأموال التي يوفرها لهم (الرمز) للإساءة لتقاليد مهنتهم صاحبة الجلاله .
يتمثل العلاج الشافي لهذا الوباء بتقييد الاموال التي تنفق على الوزارات ومؤسسات الدولة وتحديد مسؤولية كل فرد فيها، ووضع رقابة شديدة على الدور الاعلامي لمكاتب الرئاسات الثلاث والسلطات الأخرى، و مهاجمة هذه الصفحات الصفراء بالتعاون مع الجهات الرسمية، مضافا الى تكثيف برامج التوعية حول خطورة الظاهرة باعتبارها مهنة ارتزاق لا اخلاقية، ولا تسهم باي جهد إبداعي محترم، للحد من انتماء شريحة الشباب والمثقفين اليها.
وبالتاكيد لاينضوي مما ورد الاعلاميون المحبون لوطنهم والذين يساهمون بأضفاء صورة بهية وزاهية عن اداء المفاصل الحكومية والتي يحاول البعض النيل من أدائها وأنشطتها ..أذ تساهم العديد من الوكالات الاخبارية واعلاميون مستقلون بنشر هذة الاخبار أيماننا منهم بالنهج الوطني الشريف للسلطة الرابعه صاحبة الجلالة .
حسين باجي الغزي