لقي اعتراف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بسيادة إسرائيل على الجولان، معارضة واسعة من العالم العربي، الذي أكد تبعية الهضبة لسوريا مشيرا إلى أن هذا الإجراء انتهاك للقرارات الدولية.
جامعة الدول العربية
وفور إعلان ترامب انتقد الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، بأشد العبارات قرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، معتبرا إياه “قرارا باطلا شكلا وموضوعا”.
وشدد أبو الغيط، في بيان صادر عنه على أن إعلان ترامب يعكس “حالة من الخروج على القانون الدولي روحا ونصا تقلل من مكانة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، بل وفي العالم”.
وأشار الأمين العام للجامعة العربية إلى أن الإعلان الأمريكي لا يغير شيئا في وضعية الجولان القانونية، مؤكدا أن الجولان أرض سورية محتلة لا تعترف أية دولة بسيادة إسرائيل عليها.
لبنان
وكان لبنان أول دولة عربية باستثناء سوريا أدانت توقيع ترامب على المرسوم حول الجولان، حيث قالت الخارجية اللبنانية في بيان إن هذا القرار “يخالف كل قواعد القانون الدولي ويقوض أي جهد للوصول إلى السلام العادل، فمبدأ الأرض مقابل السلام يسقط، إذ عندما لا تبقى من أرض لتعاد لا يبقى من سلام ليعطى”.
وأكدت الوزارة أن “هضبة الجولان أرض سورية عربية ولا يمكن لأي قرار أن يغير هذه الواقعة، ولا لأي بلد أن يزيف التاريخ بنقل ملكية أرض من بلد إلى آخر”، موضحة: “وإذا كانت إسرائيل تعتقد أنها تتوسع بالاستيلاء على الأراضي عن طريق العنف والعدوان، فإنها ستجد نفسها بعزلة أكبر وأمام هزيمة عسكرية جديدة، لن تنفعها عندها لا قوتها ولا عنصريتها وهي لن تجد أمنها إلا بالسلام العادل والشامل. كما لن تنفعها حربها الجديدة على غزة والتي ندينها بشدة”.
فلسطين
أدان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بشدة قرار ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة، والغارات الإسرائيلية على غزة.
وأكدت الرئاسة الفلسطينية في بيان مرة أخرى أن “السيادة لا تقررها إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية مهما طال أمد الاحتلال، وستبقى القضية الفلسطينية والقدس بمقدساتها والأراضي الفلسطينية المحتلة خطوطا حمراء فلسطينية وعربية ودولية لا يمكن تجاوزها”.
ونقل البيان أن عباس “شدد على أنه لا توجد شرعية لأحد دون قرارات مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية”.
الأردن
أكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أن موقف بلاده “ثابت وواضح في رفض ضم إسرائيل الجولان المحتل وفي رفض أي قرار يعترف بهذا الضم قرارا أحاديا سيزيد التوتر في المنطقة، ولا يغير حقيقة أن الجولان المحتل أرض سورية، يتطلب تحقيق السلام الشامل والدائم إنهاء احتلالها وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”.
وأضاف الصفدي أن موقف المجتمع الدولي إزاء الجولان واضح يجسده قرار مجلس الأمن رقم 497 للعام 1981 الذي رفض قرار إسرائيل ضم الجولان المحتل وأكد عدم شرعية فرض إسرائيل قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل واعتبر القرار الإسرائيلي باطلا ولاغيا.
العراق
بدورها، أعلنت وزارة الخارجية العراقية على لسان المتحدث باسمها، أحمد الصحاف، أن “دعوة الولايات المتحدة إلى الاعتراف بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على الجولان السوري تعطي الشرعية للاحتلال وتتعارض مع القانون الدولي”.
وأضاف أن “العراق يؤيد قرارات الشرعية الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي التي تنص على إنهاء الاحتلال”.
وأكد الصحاف أن “تقادم زمن الاحتلال في وضع يده على الأرض التي احتلها لا يكسبه الشرعية في السيادة عليها”.
الكويت
فيما أعربت الكويت، على لسان نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجارالله، عن أسفها من القرار الأمريكي المتعلق بالجولان، مشيرة إلى أنها كانت تتوقع اتخاذ إجراءات من شأنها “احتواء الاحتقان في المنطقة”.
وأكد الجارالله أن قرار ترامب سيؤدي إلى “مزيد من التوتر وتدهور عملية السلام المتعثرة أصلا”، مشددا على موقف بلاده الثابت من أن الجولان أرض سورية محتلة، كما أشار إلى أن قرار ترامب يخالف القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن والقرار 497 الذي يدعو إسرائيل إلى عدم ضم الجولان.
وطالبت الكويت عبر هذا البيان من وصفتهم بـ”الأصدقاء” الأمريكيين بالتراجع عن هذا القرار لما سيثيره من ردود فعل وتداعيات سلبية.
قطر
من جانبها، أعربت قطر عن “رفضها لاعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة الكيان الإسرائيلي على هضبة الجولان السورية”، وجددت، في بيان لوزارة خارجيتها، “تأكيدها على موقفها المبدئي الثابت بأن هضبة الجولان أرض عربية محتلة”.
وشددت قطر “على ضرورة امتثال الاحتلال الإسرائيلي لقرارات الشرعية الدولية بالانسحاب من كافة الأراضي العربية المحتلة بما فيها هضبة الجولان”، مؤكدة أن “أي قرارات أحادية للاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان ستشكل عائقا كبيرا أمام السلام المنشود بالمنطقة”.