وقع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم الاثنين، في البيت الأبيض، على مرسوم ينص على اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل.
وقال ترامب، قبل لحظات من التوقيع على المرسوم، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عقب لقاء بينهما: “إنني أتخذ اليوم خطوة تاريخية لدعم قدرات إسرائيل في الدفاع عن ذاتها والتمتع بمستوى عال من الأمن الذي تستحقه. إسرائيل سيطرت على مرتفعات الجولان عام 1967 لحماية نفسها من التهديدات المقبلة”.
وأضاف ترامب: “اليوم عليها أن تدافع عن نفسها من إيران والتهديدات الإرهابية في سوريا، بما في ذلك حزب الله، الذي قد يشن هجمات محتملة على إسرائيل”.
,واعتبر ترامب أن هذا الإجراء كان يجب اتخاذه منذ عدة عقود، مضيفا أن أي صفقة تخص السلام في الشرق الأوسط يجب أن تعتمد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وتعهد الرئيس الأمريكي بأن “الولايات المتحدة ستقف إلى الأبد جنبا إلى الجنب مع إسرائيل”.
وأهدى ترامب نتنياهو القلم الذي استخدمه في التوقيع على مرسوم اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على الجولان كتذكار رمزي.
بدوره، أعرب نتنياهو عن شكره لترامب على هذا القرار والإجراءات الأخرى التي سبق أن اتخذها الرئيس الأمريكي لدعم إسرائيل، ووصف هذه الخطوة الجديدة بالتاريخية.
وأعلن الرئيس الأمريكي، يوم 22 مارس، أن “الوقت حان للاعتراف بسيادة إسرائيل الكاملة على هضبة الجولان” السورية المحتلة من قبل القوات الإسرائيلية منذ حرب 1967، وذلك في إجراء يتناقض مع جميع القرارات الدولية حول هذه القضية ولقي معارضة من قبل كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية وروسيا ناهيك عن دول المنطقة باستثناء إسرائيل.
وأدانت سوريا بشدة هذا الموقف مشددة على أن دعوة ترامب لن تغير من حقيقة تبعية الجولان للدولة السورية، فيما طلبت من الأمم المتحدة “إصدار موقف رسمي لا لبس فيه يؤكد من خلاله على الموقف الراسخ للمنظمة الدولية تجاه قضية الاحتلال الإسرائيلي للجولان العربي السوري”.
وتحتل إسرائيل منذ حرب يونيو 1967 حوالي 1200 كيلومتر مربع من هضبة الجولان السورية، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، بينما لا يزال حوالي 510 كيلومترات مربعة تحت السيادة السورية.
وتعتبر الهضبة التي كانت قبل ذلك جزءا من محافظة القنيطرة السورية، حسب القانون الدولي، أرضا محتلة، ويسري عليها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 لعام 1967، الذي ينص على ضرورة انسحاب إسرائيل منها.
وفي ديسمبر 1981 تبنى البرلمان الإسرائيلي قانونا أعلن سيادة إسرائيل على هضبة الجولان، لكن مجلس الأمن الدولي رفض هذا القرار، وكذلك أكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة عدم شرعية احتلال الهضبة داعية إلى إعادتها لسوريا.
وكان الإسرائيليون يرحبون في وقت من الأوقات بإعادة الجولان مقابل السلام مع سوريا، لكنهم في السنوات الأخيرة باتوا يقولون إن الحرب الدائرة في سوريا ووجود القوات الإيرانية التي تدعم دمشق هناك يظهران الحاجة إلى الاحتفاظ بذلك الموقع الاستراتيجي.
ويقيم في الجانب المحتل للجولان حاليا حوالي 25 ألف درزي يحملون الجنسية السورية مقابل 23 ألف إسرائيلي، فيما تخطط سلطات إسرائيل لتوسيع مستوطناتها في المنطقة.
المصدر: RT + وكالات
دمشق: تحرير الجولان بكافة الوسائل المتاحة حق غير قابل للتصرف
اعتبرت وزارة الخارجية السورية اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل انتهاكا للقانون الدولي، مؤكدة أن تحرير الجولان حق غير قابل للتصرف.
ونقلت وكالة “سانا” الرسمية السورية عن مصدر مسؤول في الخارجية السورية، اليوم الاثنين، قوله: “في انتهاك للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن.. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوقع قرارا يعترف بسلطة الاحتلال الإسرائيلي على الجولان العربي السوري المحتل”.
وأضاف المصدر أن قرار ترامب “اعتداء صارخ على سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية”، وأنه “يمثل أعلى درجات الازدراء للشرعية الدولية وصفعة مهينة للمجتمع الدولي ويفقد الأمم المتحدة مكانتها ومصداقيتها”.
وأشار إلى أن “القرار يأتي تجسيدا للتحالف العضوي بين الولايات المتحدة و”إسرائيل” في العداء المستحكم للأمة العربية ويجعل من الولايات المتحدة العدو الرئيسي للعرب من خلال الدعم اللامحدود والحماية التي تقدمها الإدارات الأمريكية المتعاقبة للكيان الإسرائيلي الغاصب”.
ونوه بأن “ترامب لا يملك الحق والأهلية القانونية لتشريع الاحتلال واغتصاب أراضي الغير بالقوة وهذه السياسة العدوانية الأمريكية تجعل المنطقة والعالم عرضة لكل الأخطار وتكرس نهجاً في العلاقات الدولية يجعل السلم والاستقرار والأمن في العالم في مهب الريح”.
وأكد أن “تحرير الجولان بكافة الوسائل المتاحة وعودته إلى الوطن الأم هو حق غير قابل للتصرف”.
وأضاف المصدر في الخارجية السورية: “السوريون على امتداد الوطن يؤكدون تلاحمهم مع أهلنا الصامدين المقاومين في الجولان السوري المحتل ويشاركونهم العزيمة والإصرار على دحر العدوان وتحرير الجولان”، مؤكدا أن “يوم اللقاء الوطني على ثرى الجولان الطاهر المحرر من رجس الاحتلال أقرب مما يظن الكيان الغاصب وداعموه”.
المعلم: سياسة ترامب تعطي رسالة للعرب
وفي هذا السياق أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن “قرار ترامب الاعتراف بضم الجولان السوري المحتل إلى الكيان الصهيوني لن يؤثر إلا على عزلة أمريكا”.
وأضاف أن “ترامب وإدارته برهنوا أنهم عامل هيمنة على المجتمع الدولي… واستمرار هذه السياسة يعطي رسالة للعرب أن اليوم الجولان وغدا لا نعلم ماذا يريد”.
المصدر: سانا
لافروف: اعتراف وشنطن بسيادة إسرائيل على الجولان انتهاك سافر للقانون الدولي
انتقد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي، مايك بومبيو، عزم الولايات المتحدة على الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة.
وقال لافروف إن توجه واشنطن إلى الاعتراف بإسرائيلية الجولان “يقود إلى انتهاك سافر للقانون الدولي ويعرقل تسوية الأزمة السورية ويزيد الوضع في الشرق الأوسط تأزما”.
جاء ذلك قبل نحو ساعة من توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرسوما يعترف به بسيادة اسرائيل على الجولان السوري المحتل.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، برر ترامب قرار الاعتراف بانتماء الجولان لإسرائيل بحقها “في الدفاع عن نفسها” بما في ذلك من أي هجوم إيراني محتمل من الأراضي السورية.
وأثار أعلان الرئيس الأمريكي، الأسبوع الماضي، عزمه على الاعتراف بسيادة إسرائيل على المرتفعات، انتقادات واسعة في العالم، فيما أكدت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي تمسكهما باعتبار المرتفعات أراضي محتلة من قبل إسرائيل منذ حرب 1967.
وفي وقت لاحق، قالت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، إن خطوة ترامب من شأنها أن تقود إلى تصعيد جديد للتوتر في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضحت المتحدة أن خطورة خطوات كهذه تنبع من كونها تتخذ خارج “الحق القانوني” وتتجاهل كل الأعراف الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي”.
بوغدانوف: موقفنا لم يتغير
يما أكد نائب وزير الخارجية، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول إفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، أن توقيع دونالد ترامب مرسومه بشأن الجولان لا يغير موقف موسكو المنطلق من أن الجولان جزء لا يتجزأ من أراضي سوريا.
وجرى بسط إسرائيل سيطرتها على مرتفعات الجولان، التي كانت جزءا من سوريا منذ العام 1944، أثناء حرب يونيو 1967. وبعد 14 عاما سن البرلمان الإسرائيلي قانونا يقضي بوجود الجولان تحت سيادة الدولة العبرية. وفي 17 ديسمبر 1981، تبنى مجلس الأمن الأممي قرارا يصف القانون الإسرائيلي بأنه لاغ.
المصدر: وكالات