أكّد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، أن لبنان، «بفضل وعي المسؤولين والقوى السياسية»، تجاوز تداعيات الزيارة التحريضية الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو «التي توقع كثيرون أن تكون بداية لمرحلة خطرة». وأشار إلى أن «لا مشكلة لدينا في موضوع العقوبات الأميركية طالما أن هذا الظلم يقع علينا وحدنا. لكن عندما يطال الظلم بلدنا كله وشعبنا كله فسنفكّر بموقف آخر».
وفي كلمة عبر شاشة «المنار» أمس، فنّد نصرالله، في 12 نقطة، البيان الذي قرأه بومبيو في وزارة الخارجية اللبنانية، مؤكداً أنه «يسعدنا أن تكون الإدارة الأميركية غاضبة منا إلى هذا الحد (…) نحن ننتمي إلى مدرسة تقول عندما ترضى عنا أميركا يجب أن نعيد النظر في مواقفنا»، واصفاً بومبيو بالكاذب، «والهدف الحقيقي لزيارته كان تحريض اللبنانيين لنخوض في دماء بعضنا البعض. اللبنانيون رغم كل خصوماتهم السياسية يدوّرون الزوايا، وحريصون على أن يعيشوا مع بعضهم البعض وأن يحافظوا على سلامة بلدهم وأن يحيّدوه عن الصراعات الإقليمية، وهذا ما لا يعجب بومبيو».
وشدّد نصرالله على أن وحدة الموقف اللبناني والمعادلة الذهبية وقدرة المقاومة على المواجهة هي ما يمنع إسرائيل من شنّ حرب، لا الأميركيين «الجاهزين لأن يغطوا كل ما تقوم به إسرائيل». وإذ شكر الرئيسين ميشال عون ونبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل على مواقفهم أمام «وزير خارجية الشيطان الأكبر»، وهو «موقف متوقع من أصدقاء وحلفاء وحرصاء على قوة لبنان وسيادته ومنعته»، شكر أيضاً «القوى التي لا نتوقع منها أن تدافع عنا، لعدم تجاوبها مع دعوات التحريض وتقديمها المصلحة الوطنية على التحريض الاميركي»، داعياً اللبنانيين إلى «الاستفادة من تجارب الماضي لأن القوى التي راهنت على أميركا لُدغت عشرات المرات». وشدّد على «أننا في حزب الله، بعد هذه التجربة، أشد اقتناعاً بمسارنا وخياراتنا والتزاماً بسلمنا الأهلي وعيشنا المشترك ودعمنا للدولة ومؤسساتها وللوحدة الوطنية والتعاون بين اللبنانيين رغم الخصومات والتباينات».
أضعف الإيمان أن تسحب قمة تونس العربية المبادرة العربية للسلام بعد قرار الجولان
نصرالله وصف الاعتراف الرسمي الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان بـ«الحدث المفصلي في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي». وإحدى دلالات هذا الاعتراف «الاستهانة الأميركية بالعالمين العربي والإسلامي المجمع على أن الجولان أرض سورية محتلة (…) والاستهانة بالقانون الدولي والقرارات والمؤسسات الدولية وما يسمى المجتمع الدولي المجمع أيضاً على أن الجولان أرض سورية عربية محتلة». ورأى أن القرار الأميركي وجّه «ضربة قاضية لما يسمى عملية السلام في المنطقة»، لافتاً إلى أن «ما جرّأ ترامب في قرار الجولان، هو الموقف في العالم العربي والإسلامي تجاه القدس، وعلينا أن نتوقع أن يخرج ترامب بعد فترة للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية». ودعا «إذا ما كانت هناك بقية حياء وشرف وضمير وشهامة في العالم العربي ولدى الدول العربية، إلى أن تعلن قمة تونس العربية سحب المبادرة العربية للسلام التي قررتها في قمة بيروت عام 2002 عن الطاولة والعودة إلى النقطة الصفر. هذا أضعف الإيمان، وأبسط رد سياسي»، و«يجب أن يقتنع من لا يزال متردداً بين الخيارات أن الخيار الوحيد أمام السوريين واللبنانيين والفلسطينيين هو المقاومة، في زمن صنعت فيه المقاومة الكثير من الانتصارات، وفي زمن محور المقاومة فيه قوي، فيما أميركا تحاول بالترهيب والتهويل فرض خياراتها في وقت تجرّ ذيول الفشل والهزيمة في كثير من الميادين. أما القرارات الدولية والمؤسسات الدولية والمجتمع الدولي فلا قيمة لها أمام منطق القوة».
وحيّا نصرالله «صمود أهلنا في قطاع غزة أمام العدوان»، و«أهل الضفة الغربية وشهداءها، وبالأخص الشهيد المقدام الشجاع والبطل عمر أبو ليلى». كذلك حيّا «صمود الشعب اليمني العظيم وبطولاته مع بداية العام الخامس للحرب العدوانية».