كتبت رئيسة تحرير قناة RT والوكالة الدولية للأنباء “روسيا سيغودنيا”، مرغريتا سيمونيان في حسابها على موقع فيسبوك تدوينة علقت فيها على اعتقال أسانج من سفارة الإكوادور في لندن.
ذكرت سيمونيان أنها التقت جوليان أسانج منذ 8 سنوات، حينما كان يعيش في بيت صديقه مخرج مسرح العرائس بالقرب من لندن، وكان وقتها يرتدي سوار التعقب على قدمه، ورفض أسانج الحديث عن أي شيء سوى الطقس وأحاديث عامة، في أي غرفة ذات جدران، ما دفع سيمونيان للظن هي وزملاؤها أن أسانج يبالغ في حذره واحتياطاته الأمنية.
تابعت سيمونيان: “أصر وقتها أسانج على أن نترك جميع هواتفنا المحمولة في المنزل، وأن نذهب للتنزه في الغابة النظيفة التي بدت وكأن أجهزة للتنصت يمكن زرعها هناك أيضا، فحكى لنا عن حقيقة العالم الذي نعيش فيه، أو بشكل أدق عن مدى النفاق الذي يملأ العالم. حكى لنا آنذاك أن “غوغل” وغيره من وسائل التواصل مثل “تويتر” توجد في هذا العالم لهدفين: الهدف الأول هو مراقبة الجميع، والهدف الثاني هو تحريك مزاج الجماهير”.
“إن الأخ الأكبر الموجود في أكثر الروايات المفزعة توحشا موجود بالقرب منا الآن في أيدينا، وجيوبنا، في الوقت الذي نسعد فيه ونبتهج أنه جعل حياتنا مدهشة ومريحة”. جوليان أسانج
اتفقت رئيسة تحرير RT مع أسانج أن يقدم برنامجا في شبكة قنوات RT، وبدأ في تسجيل عدد من الحلقات الرائعة، التي وعدت سيمونيان بإعادتها على المشاهدين الآن.
تابعت مرغريتا سيمونيان: “وحينما تأكد أسانج من أن ذلك النفاق العالمي سوف يختلق، لا محالة، أسبابا لجلده، وربما لقتله، وجد أسانج ضالته في اللجوء إلى سفارة الإكوادور في لندن”.
كما عبرت سيمونيان عن شعورها بالندم لعدم منح أسانج لجوءا في روسيا قائلة: “ربما كان الآن يعيش حرا مثل سنودن، يقضي أوقاته في سوتشي، ويتعامل مع من يرغب. كنت ساعتها لأعلّمه كيف يسلق جراد البحر. لكنه لم يتناقش معنا بهذا الصدد، وأصبح الوصول إليه في سفارة الإكوادور مستحيلا، وإلا لكنا “انتزعناه” من هناك انتزاعا. كما “انتزعوه” اليوم”.
وتابعت سيمونيان “مرت سبع سنوات قضاها أسانج في هذه السفارة، بلا شمس، وبلا تنزه، وبلا حياة اجتماعية عادية، وزاد الطين بلة حينما قطعوا عنه الإنترنت والزيارات منذ أيام. زرته عددا من المرات في السفارة، شقة تطل على شارع لندني مزدحم مقابل لمحال “هارودز” الشهيرة، محاطة دائما برجال الشرطة البواسل، لم نتمكن هناك من إدارة أي أحاديث مفتوحة، لكننا تحدثنا عن الحياة، عن العالم، وعن قدره.
كنت أسأله:
– ما الحاجة بك إلى كل هذا؟ على أي مذبح ضحيت بحياتك كلها؟
فكان يرد:
– إنني ببساطة أكره الكذب، وأكره أن يكذب علي أحد”.
وختمت سيمونيان تدوينتها: “ترى ما الذي ينتظر أسانج اليوم.. عشرات السنين في السجن؟ حكم بالإعدام في إحدى الولايات بمركز الديمقراطية في العالم؟
كان أسانج دائما مستعدا لكل شيء
اليوم .. انتصر النفاق
المصدر: RT