في هذا المقال أعرض فقرات تقرير مطول من وثائق ويكليكس المتعلقة بعلاقة السيد جواد الخوئي مع المخابرات الأميركية.
التقرير السري بعثه مكتب السي آي أي في باكو عاصمة أذربيجان الى عدة جهات أميركية، وقد ورد فيه أن جواد الخوئي قدّم لهم معلومات مهمة عن إيران والعراق وعن لقاءاته مع السيد السيستاني ونوري المالكي والسيدين علي وحسن الخميني (من أحفاد الامام الخميني)، وأنه يرغب بتقديم معلومات إضافية بشكل مباشر الى ضباط المخابرات الأميركية. وأنه نصح نوري المالكي بالتقرب من الاميركان والابتعاد عن إيران.
فيما يلي مقاطع التقرير مترجمة مع صورها في نهاية المقال:
(تعليقات خاصة من ايران عن السيستاني والمالكي و الخميني
التاريخ” الخميس 24\09\2009
التصنيف: سري
الى: وكالة الاستخبارات المركزية، وكالات الاستخبارات العسكرية، مجموعة ايران، مجموعة العراق، قيادة “الدولة” المشتركة، مجلس الامن القومي، وزارة الدفاع، وزارة الخارجية، مكتب تركيا استطنبول، القيادة المركزية الامريكية، القيادة الامريكية الاوربية.
1-عاد للتو رجل ديني شيعي بارز من العراق وايران وكان قد تحدث عن بعض المواضيع المتعلقة بايران مع اية الله السيستاني ورئيس الوزراء نوي المالكي وعلي الخميني (حفيد اية الله الخميني). رجل الدين يذكر:
ـ أن المالكي يعتقد ان الاضرابات الداخلية الاخيرة في ايران تشغل ايران عن التدخل في العراق.
– أن جميع الاطراف في ايران تضغط على اية الله السيستاني لفعل شيء ما دون نية منه لفعل شيء.
ـ وإن اصابة المرشد الاعلى السيد الخامنئي بالسرطان اما كانت اشاعة او غير دقيقة.
ـ وإن مهدي رفسنجاني موجود في بريطانيا بعد أن غادر ايران بشكل غير قانوني.
– وانه على الرغم من وجود بعض الإشاعات إلا أنه ليس هناك اي اجتماع جمع بين رفسنجاني وحسن الخميني والمرشد الاعلى بعد 17 سبتمبر.
2- رجل الدين نوّه إلى أن طهران وقم ممتلئتان بلافتات خضراء و دعوات اسقاط خامنئي أصبت جزءا من الحوارات العلنية، وأن الحضور في مظاهرات يوم القدس العالمي في قم كان متواضعا. كما قال إن المعارضة كانت مغلفة بمظاهرات يوم القدس ( والتي شاهدها بنفسه) وقد توقع المزيد من الاضطرابات و التحركات بالتزامن مع اعادة فتح المدارس وباقي المناسبات والتجمعات كالرياضية مثلا.
3- اتصال من رجل دين شيعي
ردا على تهنئة بمناسبة العيد، تم الاتصال بمراقب (باكو ـ ايران) يوم الثلاثاء 22 سبتمر من قبل حجة الاسلام جواد الخوئي ( يُتحفظ على اسمه بشدة)، وهو مواطن عراقي امضى الـ 11 عاما الأخيرة من الاعوام ال14 في قم. الخوئي صديق المراقب في ايران منذ 2006 حيث ان المعلومات والتقارير والاراء السياسية التي قدمها ثُمّنت عاليا من قبل الوكالات الأمريكية في واشنطن.
4- أبناء أخ أثنين من آيات الله المشهورين وحفيد آخر والخوئي عملوا من لندن منذ اوخر عام 2007 حيث يدير مؤسسة الخوئي الدولية التي كان يديرها عمه السيد عبد المجيد الخوئي والذي قُتل بوحشية على يد اتباع الصدر عام 2003. يقوم بزيارات عديدة لايران والعراق حيث لديه علاقات مباشرة مع الكثير من رجال الدين البارزين، اضافة الى شخصيات سياسية بما فيهم اية الله السيستاني في النجف و رئيس الوزراء المالكي في بغداد وحفيدي السيد الخميني حسن و علي في ايران. كما انه التقى بالملك عبد الله في الاردن.
5 – اللقاءات مع المالكي والسيستاني
الخوئي قال إنه عاد للتو من سفره الى طهران وقم (21 سبتمبر) استغرقت 10 أيام بعد ان امضى 3 اسابيع في العراق. قال انه التقى بشكل سرّي برئيس الوزراء نوري المالكي، ومرة واحدة يوم 11 (أو بحدود ذلك) بآية الله السيستاني. كما قال انه التقى سراً برئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم لثلاث ساعات، لكنه لم يتحدث معه عن القضايا الايرانية.
في ايران التقى بالأخوين خميني اضافة الى السيد الشهرستاني (ممثل السيستاني الشخصي) اضافة الى العديد من الشخصيات البارزة. (ملاحظة: السيستاني كان أحد طلاب الخوئي الجد آية الله ابو القاسم الخوئي ويعرف جواد الخوئي طيلة حياته).
6- المظاهرات في ايران: هل هي لصالح العراق؟
حسب قول الخوئي، فان المالكي قد صرح بأن الاضرابات التي تلت الانتخابات الايرانية ” من صالح العراق” وهي بشكل جزئي تشغل القيادة الايرانية عن التدخل في العراق. اضاف الخوئي بان المالكي قال بانه تحت ضغط شديد ليختار “ايران او الولايات المتحدة.”. الخوئي قال انه قاطعه بقوله:” إذهب مع الامريكان” قبل ان يرد المالكي ضاحكا:” ساتبع نصيحتك”.
باكو 0000759 002 من 003 الخوئي قال ان المالكي صرح بانه يدرك الهدف الحقيقي للايرانيين ليس من مصلحة العراق.
7- المالكي: سورية وراء التفجيرات:
الخوئي قال بان المالكي يرى ايادي سورية وراء الكثير من التفجيرات الأخيرة، مضيفا ان الهدف السوري هو زعزعة الاستقرار في العراق اضافة الى اجبار بغداد لادخال جناح حزب البعث الموالي لدمشق ضمن الحكومة وهي الخطوة الأولى للهيمنة بواسطة هذه المجموعة.
8- السيستاني حزين على ايران. لن يحرك ساكنا الان:
الخوئي قال بان اغلب حواره مع السيستاني دار حول العراق وانه تحدث لخمس او ست دقائق فقط عن ايران. ادعى الخوئي ان السيستاني وصف الوضع في ايران “بالحزين” مضيفا بانه استلم رسائل من جميع الاطراف تطالبه بقول ما يرغبون به. وفق الخوئي فإن السيستاني قال انه يفضل التزام الصمت إزاء هذا الموضوع للحفاظ على الروابط الجيدة مع جميع الاطراف لأن تدخله العلني هذا سينعكس سلبا على العراق. (ملاحظة: الخوئي لم يقدم تفاصيل على هذه النقطة الاخيرة).
9- ايران: الأخضر يغطي كل شيء:
معلقاً على ايران بعد عودته منها يوم 20 سبتمبر، قال الخوئي إن اللون الاخضر يكسو كل شيء بما فيها “التيشرتات” وباقي الملابس. قال ان الغالبية تنتقد النظام الايراني قبل الانتخابات. لكنه لم يركز على اية الله خامنئي عندما تحدث عن الانتقادات. حسب زعمه هذا الوضع تغير بشكل جذري. حسب الخوئي فهو قد سمع الناس يهتفون في الشوارع لاسقاط خامنئي ليس كمجرد شعار في التظاهرات بل ضمن الاحاديث العامة. قال ان هذه المرة الاولى خلال 15 سنة (منذ ان اتى للمرة الأولى) التي تحدث فيها هكذا هجمات ضد المرشد الاعلى.
10- الخوئي كان في قم لعدة ايام بما فيها يوم القدس العالمي وقال انه تفاجأ من التعليقات المعارضة للنظام من قبل بعض رجال الدين (دون ذكر اسمائهم) الذين كانوا من الصفوف الأولى للمؤيدين للثورة الاسلامية.
قال انه لم يشاهد ابدا هكذا اجراءات امنية “صدّامية” في قم خلال الخمسة عشر سنة الماضية التي امضاها بين مقيم في قم او مسافر اليها. الاجراءات شملت مراقبة خطوط الهاتف وملاحقة رجال الدين.
وقد وصف مظاهرات يوم القدس العالمي بانها كانت متواضعة.
11- الخوئي قال انه شاهد بث مباراة كرة قدم من طهران بتاريخ 18 سبتمبر التي بُثت اجزاء منها بالاسود والابيض دون التركيز على المشجعين ودون بث صوت الملعب لمنع بث اللون الاخضر وشعارات المشجعين المعارضين التي حدثت في الملعب.
يرى ان التعامل مع خطر التظاهرات في اي تجمعات كبيرة مماثلة بالقرب من اعادة فتح المدارس يُعتبر من اكبر المشاكل التي تواجه حكومة احمدي نجاد.
12- علي الخميني ينفي لقاءه بالخامنئي:
الخوئي يدّعي انه التقي بحفيد اية الله الخميني علي، في طهران بتاريخ 16 سبتمبر وقد قيل له على الرغم من وجود بعض الاشاعات، إلا أنه ليس هناك اي لقاءات خاصة بين حسن خميني واية الله رفسنجاني والمرشد الاعلى خامنئي. (ملاحظة: مصادر اخرى اخبرت مراقب ايران بان هذا اللقاء حصل قبل ان يحتفل خامنئي بالعيد يوم 20 سبتمبر. انظر سيبتل. انتهت الملاحظة).
كما قال انه سأل علي عن الاشاعات التي تحدثت عن اصابة اية الله (الخميني ـ هناك خطا طباعي لانه في الصفحة الاولى الاسم هو خامنئي و ليس الخميني) بالسرطان.
علي وباقي الاشخاص الذين وجه لهم السؤال قللوا من أهميته، والتي قال الخوئي انها بدأت قبل عام. حسب قول الخوئي فان علي قال بان الخامنئي يمارس الرياضة بشكل يومي ولا يدخن ويبدو بصحة جيدة حسب باكو 0000759 003 . قال الخوئي في الوقت الذي لا يبدو فيه ان احدهم متيقنا من الوضع الصحي للخامنئي، في حال كان مصابا بالسرطان فهو في مرحلة نقاهة.
13- مهدي رفسنجاني في المملكة المتحدة:
الخوئي يؤكد اشاعة وجود مهدي رفسنجاني نجل اية الله رفسنجاني لحوالي الشهر في بريطانيا بعد ان تأكد من الامر عبر الاصدقاء ورجال الاعمال المقربين من رفسنجاني. وفق الخوئي فإن مهدي رفسنجاني يحاول عدم الظهور كثيرا بعد ان غادر ايران بشكل غير قانوني حيث كان ممنوعا من السفر.
14- الذهاب الى الولايات المتحدة
الخوئي قال بان لديه المزيد من الكلام، حيث يريد التحدث عن لقاءاته وسياسة رجال الدين الحالية والمواضيع العراقية والايرانية بشكل عام، لكنه لم يحبذ الحديث بالتفاصيل عبر الهاتف. لديه فيزا وسيكون في الولايات المتحدة بين 3 الى 10 أكتوبر، وفي واشنطن بين 6 الى 10 اكتوبر. سيسافر الى الولايات المتحدة في سفرته الاولى للمشاركة في مؤتمر يجمع مختلف الديانات في جامعة جورج تاون الى جانب زيارة بعض مشاريع مؤسسة الخوئي. وقد اضاف بانه يخطط للعودة لزيارة العراق وايران بُعيد هذه الزيارة.
كما قال بانه ينوي الاستقرار في النجف.
15- الخوئي أبلغ مراقب ايران بانه يرغب بلقاء المسؤولين عن الملف الايراني والعراقي في وزارة الخارجية الامريكية في واشنطن في توقيت يلائم جميع الاطراف. كما وعد بأن يكون تحت تصرف مكتب مراقبة ايران في لندن في حال رغبت هي بذلك. في حال الرغبة فبامكان مراقب باكو ايران التنسيق لهكذا لقاءات و\ أو تقديم بيانات الاتصال المباشر بالخوئي الى الضباط\ المسؤولين في واشنطن.
16- الخوئي يحظى بمكانة رفيعة عند رجال الدين الشيعة وربما حتى الولاء. يتحدث الانجليزية بشكل مقبول ويعتبر نفسه مواطن عراقي وطني الى جانب كونه مفكر ديني. مع انه لا يبدو موضوعيا فهو لا يحتقر الصدر ويبدو ان لديه اطماع سياسية خلف الكواليس اضافة الى صفات اخرى كالصراحة والذكاء والمباشرة.
يجب اخذ مقترحه للحديث مع ضباط في واشنطن بخصوص الملف العراقي الايراني، على محمل الجد). انتهى