خيّمت أجواء الرعب على سريلانكا بعد هجمات إرهابية أعادت إلى الذاكرة مشاهد الحرب الأهلية. وتزامنت التفجيرات مع إقامة قداس عيد القيامة في الكنائس، الأمر الذي دفع السلطات إلى فرض حالة الطوارئ، عقب إلقاء القبض على 24 شخصاً يشتبه في علاقتهم بالتفجيرات
لم تكن هذه المجموعة متّهمة بأكثر من تخريب معابد بوذية، قبل أشهر عديدة، الأمر الذي اعتُبر انتقالاً مفاجئاً من مواجهة الرهبان البوذيين إلى تنفيذ اعتداءات انتحارية ضخمة. وكانت الأضواء قد سُلّطت، للمرة الأولى، على «جماعة التوحيد الوطنية»، عندما قام أنصارها بتخريب تماثيل بوذية، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي. وفي الشهر التالي، ضبطت الشرطة السريلانكية نحو مئة كيلوغرام من المتفجّرات الشديدة القوة، كما اعتقلت أربعة إسلاميين متطرّفين، من المتوقع أنهم ينتمون إلى المجموعة.
ومع مواصلة التحقيقات، فرضت رئاسة البلاد ــ التي يبلغ عدد سكانها 21 مليون نسمة ــ حالة الطوارئ، اعتباراً من منتصف ليل أمس، كما أعلنت أن مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي) يساعدها في التحقيق. كذلك، يُتوقع وصول عناصر من الشرطة الدولية (انتربول) اليوم إلى البلاد، وسط تحذيرات من وزارة الخارجية الأميركية بأن جماعات إرهابية تواصل التخطيط لهجمات محتملة، «ستحدث من دون سابق إنذار، على أماكن سياحية ومحطات وسائل النقل ومراكز تجارية وفنادق وأماكن عبادة ومطارات ومناطق عامة أخرى».
تلقّت الشرطة السريلانكية، قبل أسبوع، معلومات حول نية المجموعة شنّ هجمات
وقد أعلنت الشرطة السريلانكية، بعد يوم واحد من التفجيرات، أنها عثرت على 87 صاعق قنابل في محطة للحافلات في العاصمة كولومبو، موضحة أنها عثرت على الصواعق في محطة «باستيان ماهاواتا برايفت». وحتى الآن، تم الإبلاغ عن ثمانية انفجارات، وفق تصريحات المسؤولين. كذلك تم اعتقال 24 شخصاً في موجة عنف يراها السريلانكيون أنها محاولة لإعادة البلاد مرة أخرى إلى الأيام المظلمة للحرب الأهلية، ورغبة في إحداث توترات عرقية ودينية. ورجّحت الشرطة أن تكون المجموعة قد استفادت من دعم خارجي، قائلة على لسان متحدث إنها «لا ترى كيف يمكن لمنظمة صغيرة في هذا البلد أن تكون قادرة على القيام بكل هذا».
وبعد الحادثة الدموية، شهدت سريلانكا موجة استنكارات عالمية، حيث أدان الرئيس الأميركي دونالد ترامب «الهجمات»، معلناً استعداده للمساعدة. ومن موسكو، بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برقية تعزية إلى نظيره السريلانكي، مؤكداً استعداد بلاده لتقديم الدعم. أما بابا الفاتيكان فرنسيس الأول، فعبّر عن «الألم والأسى» لدى سماعه النبأ. من جهته، أعرب رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، عن إدانته الشديدة للتفجيرات الإرهابية، مقدماً تعازيه الحارة لعائلات الضحايا، ومؤكداً استعداده «لتقديم الدعم». وفي لندن، وصفت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الانفجارات بـ«المروّعة» فيما أكدت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، أنه يجب عدم السماح للكراهية أو التعصّب بأن ينتصرا. على صعيد العالم الإسلامي، سارع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تقديم واجب العزاء. كذلك، عبّرت وزارتا الخارجية السعودية والإماراتية عن إدانتيهما للتفجيرات، مؤكدتين الموقف الثابت والرافض لمختلف أشكال العنف والإرهاب. وأيضاً، مصر، دانت التفجيرات الإرهابية، وقال رئيسها عبد الفتاح السيسي إن «هذه التفجيرات لا تستهدف دولة بعينها بل تستهدف الإنسانية كلها».
(الأناضول، رويترز)