المقالات

أسئلة حرجة بين الضوابط الإسلامية والاسقاطات الرأسمالية في المجتمع العراقي .

بين مفردات ومفاهيم (العمل -الهدف والغاية – حركة المجتمع )ثلاثية نمت بين ثناياه أنماط فكرية متعددة عبر التاريخ الإنساني، وكل من هذه الانماط في مراحل نموها تعرضت إلى الانفتاح أو الانكسار، كما تعرض البعض منها للاضمحلال والتفكك على أعتاب فكر آخر أقوى واعدل، ولم يبقى من القديم له إلا بعض خيوط الترابط الفكري تاريخيا ،لذلك فإن ما موجود في الساحة العالمية هو في الغالب له تاريخية ونقطة بداية سبقته  ، فأدت الى ما هو عليه في وقتنا الحاضر .

من خلال ثلاثية (العمل والهدف والمجتمع )عنوان عام معرض فلسفيا للتقسيم، بين عمل الفرد، وعمل الجماعة، وهدف الفرد، وهدف الجماعة، تداعياته على حركة المجتمع، من خلال هذا العمل وهذه الغاية أو الهدف ، ولغرض أن نخلق الترابط بين الواقع الفلسفي، وبين الواقع العملي، سناخذ مفهوم الوطن باعتباره المساحة التاريخية التي تتحرك من خلالها الجماعة، أو الأفراد، لغرض تحقيق غاياتهم وأهدافهم وتطبيقها على أرض الواقع ،قد يكون هذا العمل هادفا ذو غايات نبيلة تصاعديا تجعل حركة المجتمع ذات تكامل (إنساني قائم على العدالة والمساواة وزوال الفوارق الطبقية ضمن ضوابط أخلاقية تنتمي إلى المثل الأعلى الذي تعتنقه هذه الجماعة المحركة للمساحة التاريخية ).او بالعكس في حال اذا كان العمل غير هادف وذو غايات غير نبيلة تنازليا، تجعل من حركة المجتمع ذات تفسخ إنساني قائم على إرباك موازين العدالة والمساواة ،وتعميق للفارق الطبقي ضمن تحلل أخلاقي ينتمي إلى المثل الأعلى الذي تعتنقه هذه الجماعة المحركة للمساحة التاريخية . 
   اذن ما هو الوطن ؟
على الإنسان أن  يضيف لمنظومتة المعرفية عن الوطن الاضافة الى التعاريف الجغرافية ،فانه مشروع مثالي في فكر القوى العاقلة ، بتعدد توجهاتها العقائدية،  تقوده للتطبيق جماعة بشرية تحدد مسار هذه البقعة الجغرافية المسماة بالوطن، الذي يعتبر العامل المشترك لكل جماعة من خلال اشتراكهم في الرؤية المثالية العامة لهذه البقعة الجغرافية التي تسقى بالدماء لتحيا ،وأي خلل في مشروع الوطن نابع من عدم التمييز في المسؤولية المنبثقة من  عمل الفرد، وعمل الجماعة وماهية الهدف والغاية وراء هذا الفرد أو هذه الجماعة، والخلفيات الفكرية الدافعة لهذا الفرد وهذه الجماعة .
وبما أن موضوع حديثنا هو العراق فسنأخذ التكوين الديمغرافي للبقعة الجغرافية العراقية، وانتمائه العقائدي الأصيل منذ بدايات الخليقة. الإذعان لمثل الأعلى الحقيقي إلا وهو الله سبحانه وتعالى وها هي آثار أنبياء هذا الخط ورسله وأولياءه تستدعي مختلف النصوص الفكرية والنظريات الإنسانية المختلفة من خلال النصوص القرآنية التي اعتمدها هذا الخط  كمقياس لعمل الفرد وعمل الجماعة وبما أن العراق دولة ينتمي معظم أفرادها إلى الإسلام بأكرادهم وعربهم بالإضافة إلى أقليات هي أيضا عقائدية ،تنتمي إلى هذا الخط الواصل بين المثل الأعلى الحقيقي والمسيحية أو السريانية بكل تفرعاتها ، اذن مسار العراق لا يخرج عن نقطة البداية الموغلة في عمق التكوين الأولى للمساحة الجغرافية المحركة للتأريخ نضيف إليه مفهوم الإنسانية والكتب السماوية المقرونة بالهدف والغاية لهذه الإنسانية وبالتالي بالتراث التاريخي على هذه البقعة الجغرافية يعتبر العراق أمة شاهدة على أحداث التاريخ.

العراق في يومنا ،اختزال العراق من خلال ثلاثية المجتمع والعمل والغاية أي الهدف بالآتي :
فعلى سبيل المثال تم تقسيم المجتمع جغرافيا ،وإنتماءات تحت عنوان الفدرالية وأهداف العمل في الغالب منذ 2003 إلى الآن لا تخلوا من العبثية لينعكس على حركة الأفراد وأهدافهم وغاياتهم ومن أبرز ملامح إخلال التوازن المجتمعي ، العبث الفكري في الساحة العراقية ،وجعلها أداة تطل برأسها عند أي تأزيم يصيب الدولة العراقية هي مسألة “المثليين” واشكاليتهم المتصاعدة بعده أوجه، وكان العراق لا يملك من المشاكل التأسيسية للدولة العراقية منذ 2003 غيرها .
بداية يجب التفريق بين الحالة المرضية التي يولد الإنسان وهو يعاني من خلل خلقي، قد يعرضه لتدخل جراحي ليأخذ وضعه الطبيعي في ممارسة دوره مع الجماعة ، وهذا له تشريعات متبنياته وحقوق محفوظة في الإسلام .
أما إشكالية المثليين التي يقصد منها المجاميع التي تصر على تحديها للفطرة الإنسانية وبعبثية تتعدى حدود الشخص وذاته لنشره في المجتمع فيكون هو أداة يتعدى بفعله على المجتمع محركا مساحة جغرافية مفعلا فيها فكرا له هدف وغاية  فيقوم بنشر(الشواذ جنسيا، العراة ، الجوكريين،الوجه المهرج ذو الألوان الصارخة التي تنم عن قبح داخلي ،التحرر من كل الضوابط الأخلاقية ) ولغة خلق الربط بين الأرض والفلسفة المحركة لجغرافيا العراق لا نجد مصداق أكثر من القرآن كبداية لنتعرف فيها على خواص الشواذ نلاحظ أن هناك نصوص قرآنية عديدة تطرقت عن هذه الإشكالية تحت تسمية قوم لوط وهم أقوم حكم عليهم بالفناء  لآصرارهم تحدي السنة الالهية المكونة للفطرة الإنسانية، التي تعتبر واحدة من سنن وضوابط للكون والحياة التي ليس للإنسان دخل في تكوينها أو تركيبها، فكما الفطرة هناك مثلا  الليل والنهار، والسماء والأرض، والمطر والشمس والذوق عند الإنسان أو الماء وغيرها من هذه المفاهيم .
وبالتالي فإن التحدي القائم على  التلاعب بالفطرة الإنسانية وتحللها  للضابط الأخلاقي لغرائز لإنسان. فما هي العملية التي يحركها انسان هذا النوع، الحامل لهذا التحدي وما هي عملية الانبعاثات التطويرية  التي ستفعل معها المجتمع في حال أتيت به قيادة جماعة من الناس .
الرابط الأخلاقي و العامل الفطري في بنية المجتمع العراقي كان يتعرض لهجمة شرسة منذ بدايات النظام السابق ، واستمر بصيغ عديدة عند دخول الأمريكان ، وبداياتهم في الاعتداء على العراقيين وتصويرهم من خلال الكاميرات الليلية ،وفضيحة سجن أبو غريب خير شاهد ،إلى ما يعرف باسم داعش الذي رفع تحته شعار جهاد النكاح، حيث يقوم الرجل أو المرأة المنسلخ عن فطرته الإنسانية، بالزواج في اليوم بأكثر من امرأة ليتم تدوير هذه المرأة بين الارهابيين ،من دون أي ضوابط أو إطار، أو رادع اجتماعي  بقدر ما هي عملية عبثية محركة للتاريخ، ذات غاية وهدف غير نبيل سواء في مجتمع  تبنى هذا الطريق أو في نسل ولد من رحم الرذيلة  أما المرحلة الثالثة التي تمخض عن تفعيل هذا الجانب هي ساحات التظاهر عن طريق نشر مجاميع (العراة و الجوكريين) في حقيقته هي مراسم ماجنة وعبثية يتم فيها  تحريك السكين على جراح العراقيين عن طريق جوكر  مريض نفسيا وفقا لمنظومة اجتماعية ولدت عقلية تتبنى مفاهيم الضياع والتعري والمخدرات باسم الديمقراطية والحرية .
ما الذي يستفاد العراق  من هيكلية شاذة وجوكرية ؟

ما هي الفائدة التي بجنيها العراق من شباب مثليين  يتحدون الفطرة الإنسانية والمجتمع ؟
وما هي انعكاساته على هيكلية مؤسسات الدولة العراقية سواء الصحية أو التعليمية أو التأهيلية في حال لو تركوا بأيدي منظمات دولية أو سفارات اجنبية ومن دون ضوابط أخلاقية أو منظومة تقويمية إصلاحية من قبل بلدهم الأم ؟
فمن المؤكد من دون ذلك يكونون أداة للدعاية والتشهير لليبرالية وأدواتها  للديمقراطية والحرية من قبل السفارة الأمريكية والتي بدورها جاهزة لاستخدامهم  كإحدى الأدوات المتوفرة لديها في العراق .
ولنذهب أبعد من ذلك ،كيف سيكون نظام العلاقات الاجتماعي الطبيعي في البيئة العراقية في حال تعدى ضرر الشواذ جنسيا وغيرهم  حدود العقيدة والعرف والتقاليد ليأخذ أبعاد في اللغة والترويج ليؤهل ليجد مكانا  في الوعي .
أنها إشكالية  تتمثل تعثر  الليبرالية امام العقيدة  فتلجأ الليبرالية الى اسناد يوثق ويرسخ من الطرح الاخلاقي التابع  لها ،كان يقوم مركز الاتحاد الأوربي في العراق برفع علم المثليين ، إشكالية يجب الالتفات اليها وإنقاذ أبناء العراق من براثن امبريالية تأخذ ديمومتها ووقودها من انحرافات فكرية على أن تجني ثمارها في مساحات جغرافية تنتج بيوض تنمو في باطنها عبثية خانقة من دون هدف نبيل . 

مقال للنشر والتوزيع من فضلك مع الشكر
رئيس مركز الدراسات والبحوث الإستراتيجية العربية الاوربية في باريس
د. عامر الربيعي