انتشرت حالة واسعة من الحزن بين النشطاء السوريين بمواقع التواصل عقب الإعلان عن وفاة الطبيبة السورية عالية القصاص، الملقبة بـ”طبيبة الفقراء” نظرا لجهودها الكبيرة في معالجة الفقراء والمهجرين بالمجان في إدلب بمناطق الشمال السوري المحرر.
وتوفيت الطبيبة السورية “عالية القصاص” يوم أمس الجمعة في تركيا بعد معاناة مع المرض، وهي من مدينة سلقين في ريف إدلب، وكانت تعالج المرضى من الفقراء والمهجرين دون مقابل.
الدكتورة عالية القصاص عُرفت بخدمة المهجرين والفقراء دون مقابل أو بشكل رمزي حتى سميت بـ “طبيبة الفقراء” و”ملاك الرحمة”، وأكد ناشطون أنها مثالًا يحتذى به في الإنسانية والأخلاق.
في وقت من الأوقات ـ بحسب رواية الدكتور أحمد نجيب على تويتر ـ ومع “ازدياد الزحمة افتتحت بيتها وحولته لعيادة تستقبل فيه الحالات المرضية والإسعافية في أي وقت رغم كبر سنها”.
وتابع: “من يحاول أن يدفع لها كانت تكتفي بمبلغ 500 ليرة، أي ما يعادل 20 سنتًا أمريكي، وقد توفيت في تركيا بعد أن نقلت إلى هناك للعلاج”.
وعالية القصاص من مواليد عام 1951، تخرجت من كلية الطب عام 1974 اختصاص أمراض الأطفال وحديثي الولادة، وفي عام 1980 بدأت العمل كطبيبة أطفال بمدينة سلقين بعد زواجها من الصيدلاني “محمد أمين كوسا”.
أصيبت القصاص بالسرطان بالشهر الثاني من عام 2019، وخضعت لعمليات جراحية وعلاج كيميائي في تركيا.
وتتزامن وفاة الدكتورة عالية القصاص “دكتورة الفقراء” مع وفاة الدكتور محمد مشالي “دكتور الغلابة” في مصر، والتي أحدثت وفاته الأسبوع الماضي ضجة كبيرة في مصر والوطن العربي.
وكان الدكتور المصري محمد مشالي، طبيب الباطنة وأمراض الأطفال، والمعروف بـ«طبيب الغلابة»، توفي الأسبوع الماضي عن عمر يناهز 76 عامًا، بعد تعرضه لوعكة صحية مفاجأة، نقل على أثرها إلى المستشفى، قبل أن تصعد روحه الطيبة إلى بارئها بعد دقائق من وصوله.
وتالياً أبرز 10 معلومات قد لا تعرفها عن طبيب الغلابة:
ولد في محافظة البحيرة عام 1944.
تخرج من كلية طب القصر العيني عام 1967، وتخصص في الأمراض الباطنة وأمراض الأطفال والحميات.
افتتح عيادته الخاصة في طنطا 1975، وظلت قيمة كشفه لسنوات طويلة داخل عيادته الخاصة 5 جنيهات، قبل أن تزيد إلى 10 جنيهات قبل فترة قريبة، وكثيرا ما يرفض تقاضي قيمة الكشف من المرضى الفقراء.
وصية والده الذي أوصى بها وهو على فراش الموت ظل يعمل بها طوال حياته، وهي عدم تغريم أي فقير ثمن كشف طبي يفوق طاقته.
لديه ثلاثة أبناء ذكور، تخرجوا جميعًا من كلية الهندسة.
قبل المرحلة الجامعية، كانت أمنية «مشالي» أن يصبح محاميًا، ولكنه دخل كلية الطب ليحقق حلم حياة والده الذي لم تسعفه ظروفه لتحقيقه.
رسالة «مشالي» الحياتية هي خدمة «الناس المطحونة» وقد سخر حياته كلها لإيصال تلك الرسالة.
يعمل لأكثر من 12 ساعة يوميًا على الرغم من تقدمه في العمر، وذلك لمساعدة أكبر عدد من المرضى الفقراء.
لا يهوى «مشالي» المظاهر أو ارتداء أفضل الملابس، لكن القراءة فقط هي هوايته الوحيدة، التي أفصح عنها في كافة لقاءاته التلفزيونية.
أطلقت محافظة الغربية اسمه على أحد الشوارع في طنطا، وذلك بعد أن طالب سكان المحافظة بتكريمه.