المقالات

زيارة بابا الفاتيكان للعراق… الاسرار والخفايا

عد الكثير من الباحثين والمراقبين زيارة بابا الفاتيكان للعراق بالتاريخية لما روج لها بأنها تحمل رسائل سلام ومحبة تتوافق مع المفاهيم التي طالما قدمتها مرجعيات السلام بالعراق لنبذ العنف والارهاب ونشر روح التسامح وقبول الاخر.

فيما اكد بابا الفاتيكان في كلمه القاها يوم الجمعة المصادف 5/3/2021 انه جاء الى العراق كحاج ويحمل رسالة سلام وتسامح للشعب العراقي،

ودعا كذلك لإطلاق عمليه فعاله للبناء والاعمار في العراق لتسليم الاجيال القادمة عالم افضل واكثر أنصافا،

وهنا لابد من غربلة البعض من مجريات الاحداث التي سبقت ورافقت زيارة جناب البابا،

فلو فرضنا ان جناب البابا حمامة سلام الم يسمع ب ما قامت به امريكا والتي تعتنق نفس الديانة التي ينتمي اليها من جرائم يومية طالت اغلب الشعوب الاسلامية؟

واذا كانت الديانة المسيحية تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر لماذا لم ينهي جنابه المعظم عن منكر امريكا المتمثل بمحاصرة تلك الشعوب وتجويعها ليثبت انه امرآ بالمعروف وناهيآ عن المنكر اسوة برجال الدين؟

ايعقل أنه لم يسمع بكل تلك الجرائم ؟

اولم يسمع البابا تصريح هيلاري كلنتون بأن داعش صناعة الادارة الامريكية ؟

اولم يسمع بتصريح مماثل للترامب واتهامه الصريح للأوباما بصناعة داعش ؟

فأذا كانت ذاكرته اللعينة هشة ونسي ما فعله داعش فقبل يومين صلى فوق لوحة حطام حرب داعش،

وبما انه مرجعهم وزعيمهم الروحي المحب للسلام فلماذا بقي صامت ازاء كل ما حصل الا يجدر به ردعهم او على اقل تقدير يصدر بيان يستنكر فيه جرائمهم.

ولو فرضنا جدلا ان ضميره صحى فجأة وحمل رسالة سلام ومحبة للعراق وشعبه لماذا لم يكتفي بزيارة الامام السيستاني ؟

وماذا تعني له اور الكلدانيين ،

قبل كل شيء علينا ان نعرف ان الانجيل برمته يخلوا من ذكر مدينة اور فلا يعرفها الانجيل ولا يسوع المسيح لا من بعيد ولا من قريب وكل ما هنالك ان اور هدف يهودي بالمسة مسيحية ،

القرأن الكريم ف سورة ال عمران يقول( ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا كان حنيفا مسلما وماكان من المشركين).

والتوراة تقول (وقال لأ ابراهيم انا الرب الذي اخرجك من اور الكلدانيين ليعطيك هذه الارض لترثها ) سفر التكوين ١٥ : ٧ .

فأور يا ساده كانت وثنية تسببت بطرد الانبياء منها فعاقبها الله بأن تكون اطلال وخراب الى يوم يبعثون فكيف يحج البابا اليها ؟

هذه التساؤلات ستقودنا الى تصريحات سابقة رافقت صفقة القرن ففي تصريح سابق للرئيس الامريكي الخاسر ترامب قبيل توقيع اتفاق السلام الاسرائيلي الاماراتي حينما سمي الاتفاق بأسم اتفاق ابراهام وقال في خطابه هناك تطلع مستقبلي لدى اليهود والمسلمين والمسيح ليعيشوا مع بعضهم البعض ويصلوا جنبا الى

جنب بانسجام تام،

وتصريح اخر لجاريد كوشنر لمحطة سكاي نيوز الاماراتية في شباط من عام 2019 بأن صفقة القرن ستلغي الحدود السياسية بين شعوب الشرق الاوسط ،

وفيما بعد قال ان الرئيس ترامب بشجعنا للتوجه الجديد لتوحيد الناس حول القاسم المشترك ،

فما هو القاسم المشترك بين الديانات الثلاث والذي دعا اليه ترامب ؟

ويذكر ان منظمة الانورا التي تعني بحياة اللاجئين الفلسطينيين بادرت عام 2017 الى تغيير المناهج الدراسية ومن ضمن هذه التغييرات هو استبدال تعريف القدس من عاصمة فلسطين الى مدينة ابراهيميه مقدسه للديانات الثلاث،

كما ذكر موقع عبري في اب 2020 ان تسمية الاتفاق تعود الى ان ابراهيم هو اب الديانات الثلاث ولايوجد رمز لنجاح اتفاق السلام مع اسرائيل افضل منه ،

ويقال ان الامارات تبني معبدا مشتركا للديانات الثلاث سيتم افتتاحه عام 2022 يسمى بيت عائلة ابراهيم ويضم كنيسا وكنيسه وجامع في قاعة واحده فهل هذا ما قصده ترامب بيصلون معا بانسجام تام.

في ظل كل تلك المعطيات هل زيارة بابا الفاتيكان للعراق بريئه.

غيث العبيدي