في ظلّ انهيار متواصل في صفوف القوّات الموالية لـ«التحالف»، ظهّرته بوضوح تصريحات سلطان العرادة التي بدت أقرب إلى إنذار بهزيمة وشيكة، تتابع قوات صنعاء تقدُّمها نحو مدينة مأرب، على رغم استمرار الغارات الجوية الهادفة إلى عرقلتها. ويوم أمس، خطا الجيش و «اللجان» خطوات إضافية نحو الأحياء الغربية للمدينة، مقتربَين من أهمّ تُبّتَين حاميتَين من الحاميات الغربية، وهما تُبّة السلفيين وتُبّة المصارية
محافظ مأرب الموالي لـ»التحالف»، سلطان العرادة، أمس، والتي بدت أشبه بمناشدة لمنع سقوط مدينة مأرب في أيدي الجيش و»اللجان الشعبية»، لتُشكّل صدمة كبيرة على هذا الصعيد؛ إذ تحدّث العرادة، الموالي لحزب «الإصلاح»، عن أن الخسائر البشرية لقوات الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، بلغت 18 ألف قتيل، و50 ألف جريح، خلال عام واحد فقط. حديثٌ جعل الأذرع الإعلامية التابعة لـ»التحالف»، والمتمثّلة في القنوات التلفزيونية وحسابات ناشطين ونواب ومسؤولين حكوميين على مواقع التواصل الاجتماعي، تبتلع ألسنتها، فيما بدا الإرباك واضحاً عليها، إذ إن العرادة، باعترافاته هذه، نسَف السردية القائمة على تضخيم حجم خسائر قوات صنعاء، بهدف التهويل على الرأي العام في المحافظات الخاضعة لسيطرة «أنصار الله» بالكلفة الباهظة التي سيتكبّدها من جرّاء العمليات العسكرية التي تقودها الحركة. وفي هذا الإطار، تمّ التركيز على نشر صُور مواكب تشييع الشهداء، بهدف ضرْب الروح المعنوية للجيش و»اللجان»، وصرف الأنظار عن الهزائم التي تتعرّض لها القوات الموالية لـ»التحالف».
تراجع الغطاء الجوّي السعودي في مأرب بفعل الهجمات بالصواريخ والمسيّرات على المملكة
ولم تقتصر المفاجأة التي ولّدتها تصريحات العرادة على معسكر «التحالف»، بل امتدّت إلى صنعاء، حيث استغرب نائب وزير خارجية حكومة الإنقاذ، حسين العزي، عدد القتلى المذكور في عام واحد، واصفاً إياه بأنه «رقم مرعب»، متسائلاً: «مَن قَتلهم؟». وأشار ناشطون مؤيّدون للجيش و»اللجان»، بدورهم، إلى «أننا في صنعاء نقوم بتسيير مواكب الشهداء في المدن والساحات العامة، ونحتفل بهم كأبطال مدافعين عن الوطن، بينما لم نسمع ولم نرَ أيّ صور تشييع في الطرف الآخر طوال فترة الحرب، باستثناء الصلاة على جثمان قائد القوة الخاصة، العميد عبد الغني شعلان، الذي قُتل منذ أسبوعين».
وإلى جانب حديثه عن الخسائر، أشار العرادة، في مقطع الفيديو الذي بثّه على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أنه «لولا طائرات التحالف لكان الأمر مختلفاً»، في إشارة إلى الغارات التي تستهدف وقف تقدُّم قوات صنعاء نحو مدينة مأرب، مضيفاً أن تلك الغارات «أحدثت فارقاً في المعارك بعد تفوُّق الحوثيين». ويرى مراقبون أن العرادة، بتصريحاته هذه، إنما يدقّ جرس الإنذار بأن الوضع بات خطير جداً بالنسبة إلى قوات هادي. وربّما أراد المحافظ، من خلال تضخيم حجم الخسائر البشرية، توجيه دعوة، قد تكون الأخيرة، إلى «التحالف»، بأن لا يتخلّى عنهم، بعدما استشعر تراجُع الغطاء الجوّي السعودي تحت ضغط عمليات الصواريخ والطائرات المُسيّرة التي تستهدف مواقع حيوية في المملكة.
وفي السياق ذاته، لفت العرادة إلى أن السعودية سحبت قواتها من مأرب، مُذكّراً بأن الإمارات أخرجت، هي الأخرى، منظومة الدفاع الجوية «باتريوت» من المحافظة، منتصف عام 2019، حيث كان يُفترض، وفق قرار الانسحاب، أن تُستبدَل بـ»باتريوت» منظومة أخرى تابعة للقوات السعودية، غير أن خبراء قالوا إن الأخيرة امتنعت عن نصب المنظومة خشية استهدافها بالصواريخ والمُسيَّرات اليمنية. وأضاف العرادة أن قوات صنعاء استغلّت تلك التطوُّرات للتقدُّم نحو مركز المحافظة من ثلاثة محاور.
قوّات صنعاء قرب أهمّ حاميتَين للمدينة
صنعاء | وسط استمرار غارات التحالف السعودي ــــ الإماراتي، سَجّل الجيش اليمني و»اللجان الشعبية»، يوم أمس، تقدُّماً جديداً في الجبهة الغربية لمدينة مأرب، وتَمكّنا من التقدُّم على حساب قوات الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، في مناطق العطيف وإيدات الراء، والتي تُعدّ واحدة من أهمّ المناطق الواقعة في غرب المدينة، وهو ما من شأنه أن يُمكّن قوات صنعاء من التقدُّم على أكثر من محور في اتجاه الأحياء الغربية لمركز المحافظة. وبالفعل، اقترب الجيش و»اللجان»، انطلاقاً من إيدات الراء الواقعة بعد العطيف التابعة لجبهة المشجع غرب المدينة، من أهمّ تُبّتَين حاميتَين من الحاميات الغربية، وهما تُبّة السلفيين وتُبّة المصارية.