على رغم أن تغييرات كانت متوقّعة في الخارطة السياسية العراقية كنتيجة للانتخابات النيابية المبكرة التي أُجريت أوّل من أمس في البلاد، إلّا أن المفاجآت التي حملتها هذه الانتخابات تجاوزت التوقّعات التي سبقتها، وإن ظلّ الاستحقاق، في الإطار الدلالي العام، مراوِحاً في السياق الذي وضعه المراقبون لحيثيّاته ومآلاته. في صدارة تلك المفاجآت، يأتي تمكّن مقتدى الصدر من تعظيم كتلته إلى حدود 73 نائباً، مقابل تراجع مدوٍّ وقاسٍ للكتلة المُمثّلة لـ«الحشد الشعبي». تراجعٌ سيستسهل كثيرون قراءته على أنه ضربة لنفوذ إيران في العراق، غير أنه في الواقع ليس إلّا نتيجة لمسار تَشكّل على مدار السنوات الثلاث الماضية، وأوصل إلى قناعة بضرورة الاستثمار في وجوه مختلفة تحت عنوان «المستقلّين» (الذين يُرجّح أن يكون لهم دور في رسم المشهد السياسي مستقبلاً)، توازياً و«التصالح» مع التيّارات الشعبية، وعلى رأسها «التيار الصدري». وإذا كانت النتائج المُعلَنة أمس مدعاةً، من جهة، لدى الأذرع السياسية لـ«الحشد»، لإعادة تقييم تجربتها وتقويمها انطلاقاً من أسباب الهزيمة الأخيرة، فهي تنبئ، من جهة أخرى، بأن الوجوه التي تتقن إمساك العصا من منتصفها، كما الصدر ومصطفى الكاظمي، ستكون متصدّرة في المرحلة المقبلة، استجابةً لمتطلّبات تفاهمات إقليمية يبدو أنها قطعت شوطاً كبيراً، وفق ما أكدت مصادر دبلوماسية، أمس، لوكالة «فرانس برس»، متحدّثة عن أن الطرفين الإيراني والسعودي «اتّفقا تقريباً في آخر جولة محادثات في بغداد على تهدئة التوتر بينهما»، كاشفة أن «الجولة الجديدة المنتَظرة الأسبوع المقبل، ستشهد، على الأرجح، وضع الخطوط النهائية لاتفاق تطبيع العلاقات».
كتلة غير مرئيّة للكاظمي: الصدر أوّل الرابحين… و«الفتح» يتراجع دراماتيكياً
قد يكون من المبكر قراءة النتائج الكاملة للانتخابات النيابية العراقية. لكن ما يمكن تسجيله، من دون مجازفة كبيرة، هو أنها حملت قدراً من التغيير، يستدعي من المعنيّين التمعّن في ما حصل وأدّى إليه، والذي بدوره لن يَظهر كلّه، وخصوصاً المال الخليجي الذي صبّ التصويتُ في الوجهة التي كان يرنو إليها. ومع كلّ ذلك، لن يكون يسيراً على ائتلاف القوى الذي سيحكم العراق في ولاية مجلس النواب المنتخَب، إدارة البلد بمعزل عن القوى الأخرى. «التيّار الصدري» حصل على تفويض ما ليكون له تأثير أكبر في قيادة البلاد في المرحلة المقبلة، ولكن موقع التيّار نفسه على الخريطة السياسية يظلّ بحاجة إلى تحديد دقيق، على رغم أن الصدر كان دائماً ما يضع نفسه في خانة المعارضة، حتى وهو في السلطة والإدارة، مشارِكاً بِمَن يسمّيهم مباشرةً وزراء ومدراء عامّين وموظفين كباراً، أو بِمَن ينسبون أنفسهم إليه. وبهذا المعنى، لا يمكن القول إن الانتخابات كانت احتجاجاً على مَن هم في الحُكم، فـ«التيّار الصدري» كان في السلطة وحَقّق نصراً باهراً؛ ومحمد الحلبوسي شغل خلال ثلاث سنوات موقع رئاسة مجلس النواب، وأحرز أيضاً تقدّماً كبيراً؛ والأمر ذاته ينطبق على «الحزب الديموقراطي الكردستاني»، الذي يحوز الجزء الأكبر من السلطة في «كردستان العراق»، ويستعدّ الآن للاستئثار بحصّة «الأكراد» منها في بغداد، علماً أن الحلبوسي يمثّل عملياً «رجل الإمارات» في العراق، بينما لا حاجة إلى التحدّث عن ارتباطات مسعود بارزاني الخارجية.
حصل «التيّار الصدري» على تفويض ما ليكون له تأثير أكبر في قيادة العراق في المرحلة المقبلة
خريطة الطريق التي رسمها تحالف الفائزين واضحة، وهو تحالف تَشكّلت معالمه قبل الانتخابات، ولكن كان من الضروري عدم الإعلان عنه: أوّلاً لأنه لم تكن ثمّة حاجة لدى أيّ من أطرافه إلى بقيّة «شركائه»، خلال العملية الانتخابية ذاتها، بسبب قانون الصوت الواحد وتصغير الدوائر؛ وثانياً لأنه كان يمكن لإعلان التحالف أن يستحثّ كتلة ناخبة معارِضة له على المشاركة، بينما المطلوب تنويم هذه الكتلة مغناطيسياً، عبر تفتير همّة الناخبين المنتمين إليها، في الوقت الذي يفعل فيه المال الانتخابي فعله في تحفيز من يُراد تحفيزه للتصويت. على أيّ حال، الواضح أن هذا الائتلاف لا يريد أقلّ من تغيير السلطة في العراق، ليس بالمعنى الخدمي لوظيفة الدولة، وإنما بمعنى دورها السياسي وانتمائها إلى التكتّلات الإقليمية، ولذلك عنوان واحد هو إضعاف «الحشد الشعبي» الذي هيمن على المشهد العراقي منذ نجاحه في طرد تنظيم «داعش» من العراق، وغُدوّه، بعد هزيمة التنظيم، مثار جدل في معرض البحث عن «توصيف وظيفي» جديد له، بين أن يَترك السياسة نهائياً ويندمج عناصره في القوى الأمنية، أو أن يظلّ قوّة احتياط مستقلّة لحماية العراق من الأخطار المحتملة. لكن السيناريو الأسوأ هو الذي حصل، حيث انغمس الحشد في السياسة كلّياً، والأخطر أن طموحات قادته الشخصية تفوّقت على مصلحة المؤسسة، وكانت النتيجة خسارة انتخابية مدوّية.
تَنبّه حلفاء «الحشد» الإقليميون مبكراً إلى هذا الواقع، لكن لم يكن بالإمكان فعل الكثير، خاصة أن دور «الحشد» نفسه تراجَع مع هزيمة «داعش» واستعداد القوات القتالية للاحتلال الأميركي لمغادرة العراق بحلول نهاية العام الجاري – ما خلا بعض المستشارين الذي جرى الاتفاق مع حكومة بغداد على بقائهم للمساعدة في تدريب قوات الأمن، بل إن المعلومات تفيد بأن قوى في محور المقاومة هي التي أقنعت الصدر بالعودة عن قراره مقاطعة الانتخابات، وهو الأمر الذي ساهم، بلا أيّ شكّ، في رفع نسبة التصويت له. لكن انخفاض كتلة «تحالف الفتح» النيابية المُمثِّلة لـ«الحشد» شيء، ونقل العراق إلى موقع مختلف شيء آخر. الأمر الثاني يحدّده سلوك القوى الفائزة في الانتخابات، ولا سيما «التيّار الصدري»، كونه المتصدّر بـ73 نائباً لصالح ائتلاف «سائرون» – من أصل 329 عضواً في مجلس النواب المنتخَب – مقابل 54 نائباً في المجلس المنتهية ولايته. والتيّار، ممثَّلاً بزعيمه مقتدى الصدر، يجاهر بعدائه للأميركيين وإسرائيل، وإنّما لديه مقاربة مختلفة نوعاً ما لطريقة إدارة علاقات العراق مع محيطه الإقليمي. وحتى لو كان يملك أكبر كتلة برلمانية، فهو لن يستطيع اختزال التمثيل الآخر، سواءً على المستوى الوطني أو «الشيعي»، حيث لا يزال يتعيّن عليه أن يتقاسم التمثيل مع «تحالف الفتح» برئاسة هادي العامري، و«ائتلاف دولة القانون» الذي يتزعّمه نوري المالكي، و«تيّار الحكمة» برئاسة عمار الحكيم، ونوّاب مستقلّين.
ثمّة تساؤلات كثيرة أحاطت بقانون الانتخاب الذي يُضعف التأثير السياسي للتصويت
من جهة أخرى، ثمّة تساؤلات كثيرة أحاطت بقانون الانتخاب الذي يُضعف التأثير السياسي للتصويت، لمصلحة التأثيرات المناطقية والعشائرية. ومن المعروف، في هذه الحال، أن التيّارات الشعبية، من مِثل «التيّار الصدري» الذي لديه مؤسّسات ذات صلة مباشرة بالناس موروثة من مرجعية والده الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر، يمكنها أن تشكّل مظلّة لطيف أوسع من القوى المحلّية، أكثر مما يمكن ذلك كتلة عقائدية كـ«الحشد الشعبي» الذي تناسبه الدوائر الأوسع والقوانين النسبية. مع هذا، سيكون التغيير الأساسي، وهو ليس بسيطاً، الدخول في ائتلاف مع الحلبوسي وبارزاني. كان واضحاً، منذ ما قبل الانتخابات، إعلان تلك الأطراف الثلاثة رفضها الدخول في حكومات توافقية تضمّ جميع القوى السياسية أو معظمها، وتحميلها الصيغة المتّبعة في الحُكم مسؤولية الفساد الذي يفتك بالعراق، الأمر الذي يقود إلى أنها ستسعى اليوم إلى تشكيل حكومة بمفردها أو بالاتفاق مع قوى صغيرة ومستقلّين، للوصول إلى الـ165 صوتاً الضرورية لنيلها الثقة. سيكون لـ«التيار الصدري»، وفق السيناريو المتقدّم، حقّ اختيار رئيس الوزراء المقبل، فيما يُتوقّع أن يبقى الحلبوسي رئيساً لمجلس النواب، ويختار بارزاني رئيس الجمهورية. لكن التحالف العتيد لا يملك، على أيّ حال، أغلبية مريحة للحُكم، وبالتالي سيظلّ عدم سيطرة أيّ قوّة واحدة، أو مجموعة من القوى، سيطرة مطلقة على البرلمان، باباً واسعاً لعدم استقرار السلطة، خصوصاً إذا كانت لبعض أطراف التحالف المحتمل مشاريع ذات تأثير على هوية العراق وموقعه. ممّا يُتوقّع أن تسوّغه النتائج أيضاً، إبقاء الكاظمي في موقع رئاسة الوزراء لولاية ثانية، لا سيما أنه قيل إن انسحاب تيّارَي «المرحلة» و«ازدهار» المؤيّدَين له من الانتخابات، جاء في سياق اتفاق مع الصدر على التجديد له، فضلاً عن أن اختيار «التيّار الصدري» مرشّحاً «صريحاً» لموقع رئاسة الحكومة، سيلغي عملياً أيّ مسافة من الحكم يمكن أن يأخذها الصدر، وفق التكتيك الذي يتّبعه التيار، وسيُحمّله بالتالي مسؤولية تركة ليس سهلاً تغييرها، فكيف في ظلّ استمرار تشتّت القوى في البرلمان؟
ممثّلو «الحشد» يتريّثون في القراءة | «التيّار الصدري» مزهوّاً بصعوده: هذه شروطنا
يدرك “التيار الصدري” الذي نال أكبر كتلة لتحالف واحد في البرلمان العراقي المنتخَب، صعوبة الانفراد بحكم العراق، ولكنه لا يجد مانعاً من تشكيل نقطة جذب يكون أساسها برنامجه، خصوصاً في القضايا التي تتعارض فيها برامج الشركاء المحتملين بشكل أساسي مع رؤية التيار. ولا ينكر “الصدريون” وجود تفاهمات مبطنة مع فائزين آخرين في الانتخابات، منهم رئيس لائحة “تقدّم” رئيس المجلس النواب المنتهية ولايته محمد الحلبوسي، ورئيس “الحزب الديمقراطي الكردستاني” مسعود بارزاني، وفق الآلية المشار إليها آنفاً. وعليه، يَتوقّع التيار سهولة تشكيل الحكومة المقبلة، نظراً إلى أن كتلته هي أكبر كتلة في البرلمان، ولن يكون ثمّة جدال، بحسبه، حول تحديد هذا الأمر، وبالتالي فإن “الصدري” هو مَن سيسمّي رئيس الوزراء. في المقابل، يبدو أن “تحالف الفتح”، الذي تراجع حجم كتلته، يحتاج إلى مزيد من الوقت لتحليل النتائج، لكنه يقرأ انخفاض نسبة الاقتراع على أنها انعكاس للإحباط بسبب تدنّي مستوى أداء السلطات المختلفة، خاصة الحكومة، وبقاء المشاكل الكبرى للعراق بلا حلّ.
ويصف القيادي في “التيار الصدري”، أحمد الربيعي، في حديث إلى “الأخبار”، نتائج الانتخابات بأنها “جيدة ومطمئنة”، معتبراً “أننا نستحقّ أن نكون في مكان الصدارة في الانتخابات العراقية، أولاًَ لطبيعة الخطاب الوطني الذي تقدّم به التيار الصدري، إضافة إلى القاعدة الشعبية التي يتمتّع بها، وإلى المشروع الوطني الذي يحمله السيد مقتدى الصدر. هذا كلّه أدى إلى إعطاء الشعب العراقي ثقته للكتلة الصدرية ومشروعها الإصلاحي، وهذا مهمّ بالنسبة إلينا”. ويعرب الربيعي عن اعتقاده بأن “تشكيل الحكومة سيكون سهلاً، لأنه سيستند إلى أغلبية واضحة ومهمّة”، مضيفاً أن “التعقيد في المشهد يَنتج من وجود كتل متقاربة في الأرقام، هذا يعقّد إعلان الكتلة الكُبرى وكيفية التحالفات، وما إلى ذلك. المشهد الآن مختلف، بوجود كتلة كبيرة ومهمة هي الكتلة الصدرية، التي لديها أريحية في مساحة الحركة ومساحة التصرّف السياسي ومساحة التحالفات”.
وعن التحالفات، يقرّ الربيعي بأنه “كانت للتيار الصدري تفاهمات مع قوى سياسية عديدة ومنها بارزاني والحلبوسي، وغيرهم امن قوى الطيف السياسي”، مستدركاً بأنه “لحدّ الآن هي تفاهمات، ونحن لدينا برنامج وأهداف سياسية واضحة نريد أن تُطبَّق لإنقاذ العراق. يعني من يريد التحالف مع التيار الصدري عليه أن يتّفق معنا في الرؤى والأهداف الوطنية والوصول إلى تفاهمات جيدة تعطينا مساحة مهمة لبناء وطن واحد موحّد يؤمّن الحياة الكريمة والعيش الرغيد لأبناء الشعب العراقي. كلّ الاحتمالات واردة. ليست لدينا مشاكل ولا عدائية مع أحد. نريد بناء سلّم من السلام بيننا وبين إخواننا. نريد العيش الآمن للشعب العراقي والرفاهية والاطمئنان”.
يقرّ «التيار الصدري» بوجود تفاهمات مبطنة مع برزاني والحلبوسي
من جهته، يتجنّب عضو “تحالف الفتح”، حافظ آل بشارة، الحديث عن تراجع ممثّلي “الحشد الشعبي” في الانتخابات، مفضّلاً تناول نسب الاقتراع المتدنّية بدلاً من ذلك. وفي هذا الإطار، يقول في حديث إلى “الأخبار”، إن “نسب المشاركة المتدنّية كانت متوقّعة، بسبب ما يمرّ به الشعب من شعور بالإحباط بسبب تدنّي مستوى أداء السلطات المختلفة، خاصة الحكومة، وبقاء المشاكل الكبرى للعراق بلا حلّ مثل: استمرار الاحتلال المباشر وغير المباشر، الفقر والبطالة، والفساد المتعدّد الأشكال، وأزمات الأمن والخدمات، واستمرار القوى السياسية نفسها المسؤولة عن الفشل في المشهد السياسي والانتخابي، وعدم وجود قوى جديدة يمكن التعويل عليها في إجراء تغيير حقيقي”. ويلفت آل بشارة إلى أن “بعض الجهات حاولت استحداث قوى سياسية جديدة، لكنها فشلت، والمفروض أن تَظهر تيارات إصلاحية قوية تفرض وجودها وتحظى بتأييد الجمهور لإزاحة القوى التقليدية، لكن ذلك لم يحدث”.
وردّاً على سؤال عما إذا كانت النتيجة انعكاساً لاحتجاج من قِبَل الناخبين على أداء “الحشد الشعبي”، يجيب آل بشارة: “لماذا يحتجّون على الحشد الشعبي، وهو الذي كان في مقدّمة القوى الأمنية التي أنقذت العراق من خطر عصابات داعش، وقدّم آلاف الشهداء والجرحى، ولم يكن له دور في إدارة البلد وسياسته، بل كان دوره عسكرياً وأمنياً؟ وكانت الجهات التي تعادي الحشد وتريد حلّه والتخلّص منه هي تلك الجهات نفسها التي وفّرت لداعش الغطاء السياسي والإعلامي. إذا كنتم تقصدون عدم مشاركة الحشد في التصويت الخاص بسبب مشكلة إدارية، فهو قد شارك في التصويت العام”. لكن ألَم تكن الخلافات داخل “الحشد” سبباً في التراجع؟ يردّ القيادي بأنه “لا يمكن ربط الانتخابات بالحشد الشعبي، فالحشد قطاع عسكري مرتبط بالقائد العام للقوات المسلّحة، مثله مثل القطاعات الأخرى، كالجيش والشرطة ومكافحة الإرهاب والبيشمركة، وأعتقد ما تقصدونه أن الحشد لم يشترك في التصويت الخاص بالقوات المسلحة بسبب مشكلة لديه في تهيئة قاعدة بيانات بمنتسبيه. أمّا مشكلة فصل ألوية العتبات من الحشد فتعود إلى اجتهادات تخصّ بعض الأشخاص، وذلك لا يؤثر على قوة الحشد وجاهزيّته وتطوّره في التدريب والتسليح. وحالياً، يمسك الحشد بأهمّ نقاط التماس مع فلول داعش، ويحقّق انتصارات يومية بإشراف القائد العام للقوات المسلحة، وشارك الحشد بقوّة في خطّة حماية مراكز الاقتراع”.
وبشأن ما إذا كانت قد جرت عمليات شراء أصوات بأموال خليجية، يلفت آل بشارة إلى أن “هناك كلاماً غير رسمي كثيراً بهذا الصدد. لكن لا توجد أيّ معلومات رسمية حول قضية المال السياسي. والحكومة والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات هما المسؤولتان عن رصد المخالفات إن حدثت وتسجيلها، ومحاسبة مَن يقف وراءها. والتمويل الأجنبي للانتخابات إذا حدث، فهو يشكل تدخّلاً في شؤون العراق، والطرف العراقي المستفيد يُعدّ خائناً، ويجب أن يحال إلى القضاء بتهمة التخابر مع الأجانب”.
الصدر والحلبوسي والمالكي على رأس مقاعد البرلمان العراقيّ
صدرت النتائج الأولية للانتخابات العراقية، التي أعلنتها مفوضية الانتخابات خلال التصويتين الخاص والعام.
وبيّنت النتائج أن الكتلة الحاصلة على أعلى عدد مقاعد في البرلمان هي الكتلة الصدرية بواقع 73 مقعداً، ليكون بالطليعة في الانتخابات التشريعية العراقية المبكرة.
وجاءت كتلة «تقدم» بزعامة محمد الحلبوسي في المركز الثاني بحصولها على 38 مقعداً في البرلمان.
كما نجحت كتلة دولة القانون برئاسة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، باحتلال المرتبة الثالثة بحصولها على 37 مقعداً في البرلمان، يليها الحزب الديمقراطي الكردستاني بـ 32 مقعداً، ثم الاتحاد الوطني الكردستاني بـ 15 مقعداً.
أما «تحالف الفتح» التابع لـ«الحشد الشعبي»، فحصَّل 14 مقعداً، ما يعني تسجيله تراجعاً، بعدما كان القوة الثانية في البرلمان المنتهية ولايته.
وبالنسبة إلى حركة «امتداد» بزعامة الناشط علاء الركابي فنجحت بالحصول على 9 مقاعد، وكتلة الجيل الجديد 9 مقاعد أيضاً.
أما كتلة «تصميم» فحصلت على 3 مقاعد، ثم تيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم، وائتلاف النصر التابع لرئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي، مقعدان لكل منهما.
وفي كلمة له مساء، قال مقتدى الصدر ، إن «على الشعب أن يحتفل بهذا النصر بالكتلة الكبرى، لكن بدون مظاهر مسلّحة».
كذلك، شهدت الانتخابات الخامسة منذ سقوط نظام صدام حسين في عام 2003 بعد الغزو الأميركي، نسبة مقاطعة غير مسبوقة، وبلغت نسبة المشاركة الأولية نحو 41%، من بين أكثر من 22 مليون ناخب مسجل، وفق ما أعلنت المفوضية العليا للانتخابات.
وكانت أدنى نسبة مشاركة في الانتخابات في العاصمة بغداد، حيث لم تتجاوز 32%، بينما سُجلت أعلى نسبة مشاركة في محافظة دهوك بإقليم كردستان وبلغت 54%.
وجاءت محافظة صلاح الدين شمالي البلاد في المرتبة الثانية، بنسبة بلغت 48%، وفقاً لمفوضية الانتخابات.
وتنافس في هذه الانتخابات أكثر من 3 آلاف و200 مرشح يمثلون 21 تحالفاً و109 أحزاب، إلى جانب مستقلّين، للفوز بـ329 مقعداً في البرلمان.