الفنون والاداب

رسالة إلى محمد الماغوط

أكتب إليك حتى تطمئن أن الوطن لا يحتضر، لأنه لم يعد لنا أوطان لندخل ونخرج من سجونها أو ننتظر على حواجزها الثابتة والمتنقلة.

اطمئن، لم يعد هناك مقهى نتسكع فيه أو على جوانبه فوق أرصفة المشوار.

اطمئن، اطمئن لقد أصبحنا نتسكع في طوابير الذل على محطات البنزين، على أبواب الأفران، على مداخل المستشفيات، أصبحنا نحلم بحبة دواء، برغيف خبر، أصبحنا نحلم بليتر من البنزين.

قالوا لنا ادخر قرشك الأبيض ليومك الأسود وكنا نسمع أن اللصوص يسطون على محلات المجوهرات والبنوك. اطمئن لقد أصبح اللصوص يتمترسون خلف زجاج البنوك ويستأجرون رجال أمن خاص ليمنعوا أصحاب الودائع الحصول على أموالهم وجنى عمرهم هذا اذا ما وجدت ولم تسرق.

أطمئن، قبل أن ترحل كنت تثور غضباً إذا ما رأيت شواذاً، فها نحن في زمن أصبح فيه الشواذ هو الأساس، كنا نطالب بكهرباء 24 على 24 وأصبحنا اليوم نطالب أو نحلم ببضع ساعات من التغذية حتى لا تتلف الأطعمة في ثلاجاتنا. أما حليب الأطفال فقد أصبح عملة نادرة إلا لمن رحم ربي.

اطمئن كنت تعتقد أن مستقبلنا مظلم، فأصبحنا نعيش في بحر من الظلمات في حاضرنا، أما المستقبل فأصبح فعلاً منسياً ممنوعاً من الصرف. وأنا هنا لا أتحدث عن سعر صرف الدولار الذي تعدّدت ألقابه وتسعيراته من سعر المنصة إلى السعر الرسمي، سعر السوق السوداء، سعر السحب، سعر المواد المدعومة. ولا اريد لك أن تشعر بالممل سأكتفي بهذه الأسعار والتسعيرات.

اطمئن كنت تفكر بإعادة جدولة همومك، أما في أيامنا لقد أصبحت الهموم جدول أيامنا، فالهم الصحّي والهم التعليمي، والهم الإقتصادي والمالي أطاحوا بهموم الوحدة والحرية واليمين واليسار والعرب والعجم.

اطمئن فالزمن الذي كان فيه الإعلام والإعلاميون يتملقون للحكام قد ولّى وأصبح للإعلام دور جديد هو نهش ما تبقى من جسد الأمة.

اطمئن إلى جامعتنا فقد فرّخت فروعاً في كل البقاع لكنها لم تعد تجمع، وأصبحت مراكز ثقافة التفرقة فلكل طائفة ومذهب صرح جامعي عفواً صرح تفرقة.

اطمئن كنت تعتقد أنهم يريدون أن يخرجوك عن طورك فخرجت حتى من بيتك، اطمئن فلم يتغيّر الكثير وما تغيّر ليس نحو الأحسن بل نحو الأسوأ أو الأكثر سوءاً.

اطمئن ان مفاضلتك بين الربح والخسارة ما زالت بخير. اطمئن فلم تثبت الأسعار ولم تقضي على البطالة ولم نمحُ الأمية ولم نوفّر الخبز والكساء لكل إنسان، ودمّرت مساكننا وتشردنا وانتشرت جثث موتانا على صفحات المحيطات وأعالي البحار.

أخيراً، شاعرنا الكبير إذا ما أردت المزيد من الإطمئنان عما نحن فيه وما آل إليه حالنا فيمكنك البحث عبر محرك غوغل عن عنوان يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.

عباس علي مراد

medyum fermanmedyummedyum simonmedyum cozum
HacklinkHair Transplant istanbul
da pa kontrolü
marsbahis giriş
Vozol Puff
iqos terea
instagram takipçi
takipçi
antalya escort
ankara escort
bursa escort
izmit escort
viagra
kavbet
bahçelievler nakliyat
istanbul evden eve nakliyat
istanbul bahçelievler evden eve nakliyat
hair transplant
istanbul anlık haberler
extrabet
extrabet güncel
deneme bonusu
deneme bonusu veren siteler
deneme bonusu veren siteler
bonus veren siteler
grandpashabet güncel giriş
grandpashabet
grandpashabet
grandpashabet
grandpashabet
https://tipobet.bet/
deneme bonusu veren siteler
casibom
casibom giriş
casibom
casibom giriş
gamdom giriş
sightcare
marsbahis
mariobet giriş
gamdom
romabet
romabet
romabet
holiganbet