خرج القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، بتصريحات جديدة يعلق فيها على التطورات بالساحة الفلسطينية، عرضته لانتقادات حادة واتهامات من قبل النشطاء بأنه “يركب الموجة وينفذ أجندة خاصة مدعومة إماراتيا” حسب وصفهم، مستغلا الأحداث المشتعلة في فلسطين جراء عملية “طوفان الأقصى”.
وقال محمد دحلان، في تغريدة له عبر حسابه الرسمي بموقع “إكس” ـ تويتر سابقا ـ إن “الغرب منح المحتل الإسرائيلي تراخيص مفتوحة لقتل وحرق شعبنا وأطفالنا في غزة وزوده بكل ما يلزم من عتاد فتاك لتنفيذ الجريمة.”
هل يخطط محمد دحلان للعودة إلى غزة؟
وتابع القيادي الفلسطيني الهارب، المقيم في الإمارات: “لسنا نحن من قتل اليهود وحرقهم في الهولوكوست، هذا الغرب هو من فعل ذلك، أما نحن فقد احتضناهم وتعايشنا معهم إلى أن انقلب علينا وعليهم عتاة الصهاينة العنصريين.”
واختتم “دحلان” الذي يعمل مستشارا للرئيس الإماراتي محمد بن زايد، بعد طرده من حركة فتح واحتضان الإمارات له، منشوره بالقول: “أكثر ممّا يوازي ثلث قنبلة نووية ألقي على غزة في 10 أيام، بمعنى آخر 3 كيلو غرامات من المتفجرات المدمرة ألقيت على كل فلسطيني يعيش في غزة.”
واتهم البعض “دحلان” بأنه من المستحيل أن يعمل لصالح الفلسطينيين، خاصة وأنه من عراب التطبيع مع الاحتلال في المنطقة العربية، وينفذ أجندة خاصة بالرئيس الإماراتي محمد بن زايد، الذي طبع العلاقات رسميا مع الاحتلال عام 2020، في خطوة فجرت غضبا واسعا ضده آنذاك.
وفي هذا السياق شن الإعلامي الفلسطيني نظام المهداوي، رئيس تحرير صحيفة (وطن)، هجوما عنيفا على محمد دحلان. مشككا بتصريحاته التي تبدو في ظاهرها دفاعا قويا عن القضية الفلسطينية.
ورد “المهداوي” عليه بما نصه: “هل استأذنت معلمك محمد بن زايد زعيم صهاينة العرب قبل أن تكتب هذا؟ هل استأذنت الموساد؟”، في إشارة لعلاقاته المشبوهة مع الإمارات وأجهزة الأمن الإسرائيلية.
واختتم الإعلامي الفلسطيني رده على “دحلان” بإشارة خطيرة سبق أن تناولتها تقارير سابقة عن إعداده ودعمه إماراتيا للعودة إلى المشهد الفلسطيني:”أم انك تمهد لحكم الغزاويين بعد تهجيرهم لسيناء. عشم شيطان العرب بالجنة”.
“أداة محمد بن زايد القذرة”
من جانبه كتب المحلل السياسي الدكتور سعد الدوسري: “هناك مخطط لإعادة العميل محــمد دحـلان إلى قطاع غزة بعد القضاء على حماس حسب زعمهم.”
وتابع موضحا أن هذا يتم “بدعم كامل ومطلق من السعودية والإمارات.”
لافتا إلى أن محمد دحلان “حاول منذ فترة طويلة تقديم نفسه كبديل لمحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، وكعميل أكثر ولاء وإخلاص لكيان الاحتلال الإرهابي.”
كما شدد “الدوسري” على أن دحلان “هو مستشار محمد بن زايد الأمني وأداته الأكثر قذارة في كثير من الملفات والتدخلات التي تدار في عدد من الدول العربية، مثل ليبيا والسودان واليمن والصومال وكذلك التدخلات في إثيوبيا و فلسطين وغيرها من الملفات
وقال أستاذ القانون محمد حميد القادري: “التلويح لعرب غزة برغبة إسرائيل باستبدال حماس بهم لخلق فتنة لن ينطلي إلا على دحلان فقط. لن يتمكن سوى من افساد غزة وانها القضية. وعرب فلسطين والاقليم يرفضون هذا.الحل بالسلام العادل والتخلى عن الغطرسة والطمع الذي يشكل سمة اليهود الابرز وسبب كل مشاكلهم على مر الزمن”.
“بديل عباس”
وغرد “أحمد الطباخ”: “الأخ محمد دحلان لسه عايش علي أمل التخلص من حماس وتسليمه غزة لتكون تحت قيادته.. الخسة والندالة دي هرمونات لا تموت إلا بموت الخائن.”
وفسر ناشط آخر المشهد بصورة أكثر وضوحا: “عندما تضع الحرب أوزارها ويكون استشهد من استشهد وترملت من ترملت، ينتقل الأمربنا إلى المشهد السياسي، فتخرج لنا مصر والإمارات محمد دحلان كبديل شرعي عن محمود عباس وعن المقاومة.”
وتابع: “ليتصدر المشهد وتحاول الإمارات أن تظهر لغيرها من العرب بأنها الأقوى على حساب الدماء الزكية التي ما زالت تسيل.”
الإمارات تدفع بمحمد دحلان للمشهد الفلسطيني
ومعروف أن “دحلان” الذي تم طرده من فتح ويقيم في أبو ظبي يعمل مستشاراً لرئيس الإمارات محمد بن زايد.
وكانت سريبات عديدة أشارت إلى أن زيارة رئيسي جهاز المخابرات المصرية والمخابرات الأردنية لرام الله يوم السابع عشر من يناير عام 2021، كانت من أجل إقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعمل مصالحة فتحاوية مع محمد دحلان، قبيل التوجه للانتخابات، ولقطع الطريق على فوز حماس فيها، لكن جهود هذه الوساطة بائت بالفشل.
وفي يونيو الماضي أيضا، كانت مصادر فلسطينية تحدثت لقناة “i24NEWS” الإسرائيلية، أنه من المتوقع أن يلعب دحلان، القيادي السابق في حركة فتح ورئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني السابق في غزة، والرجل المحسوب على الإمارات حالياً، دوراً رئيسياً في تشكيل حكومة فلسطينية جديدة في المرحلة القادمة.
ويعتبر “دحلان” من أبرز المناصرين للتطبيع مع إسرائيل والتعاون مع الإمارات ومصر في المنطقة.
وقد حصل دحلان على جنسية صربية عام (2013) وقبلها من الجبل الأسود (عام 2012)، ويعيش في المنفى في أبو ظبي، حيث يتمتع بدعم قوي من عائلة آل نهيان الحاكمة والرئيس الإماراتي محمد بن زايد.
ويرى بعض المحللين أن دحلان يسعى لإضعاف حركة حماس ورئيس السلطة محمود عباس، والاستفادة من الانقسام الفلسطيني لتعزيز نفوذه وشعبيته.