يتنقّل المخرج العراقي هادي ماهود هذه الأيام بين العراق واستراليا لتصوير فيلمه الجديد «عربات» وهو وثائقي ينتصر كما عودنا في أفلامه للإنسان
العراقي.
فبعد أن حقق عدة أفلام منها «الغريق»، و»ليالي هبوط الغجر» و»العراق بلدي» ، «انهيار»، «العربانة» و»سائق الإسعاف» تستوقفه مبادرة عراقيي المهجر للتقليل من معاناة إخوتهم في العراق، فيحاول تسليط الضوء عليها لما لها من أثر كبير في نفوسهم، كما أنها التفاتة إنسانية
جميلة.
وفي حديثه لـ»الصباح» قال ماهود عن فيلمه «بفعل الحروب المتعاقبة، وانتشار الألغام، والتلوث في العراق فان نسبة المعاقين في تزايد واضح وهذا ما دفع البعض في الجالية العراقية في أستراليا إلى المبادرة بشراء عربات كهربائية لذوي الاحتياجات الخاصة، وإرسالها للعراق وتوزيعها لمن يستحق»، وأشار بقوله «هذه المبادرة الكريمة استوقفتني كثيراً، وقررت أن أسلط الضوء عليها لتكون مفتاحاً لمبادرات أخرى، فالفيلم يغطي جهود هؤلاء الناس في أستراليا، ويذهب إلى العراق لرصد جوانب إنسانية مؤثرة للضحايا، وكيف أن تلك العربات غيرت مجرى حياتهم من مجرد مقعدين دفعهم عوقهم إلى الاعتماد على ذويهم، إلى أناس فاعلين في المجتمع خرجوا إلى الحياة بثقة»، وأضاف» يؤكد الفيلم على الإيثار الذي يتملك أرواح من يسهمون في شراء العربات وإرسالها إلى العراق، فهو يسعى من خلال تسليط الضوء على كل ذلك تشجيع الآخرين للمشاركة في هذه الحملة الإنسانية بالغة الأهمية»
وعن الفيلم القصير وأهميته أكد ماهود «كلما قصر الفيلم فان استخدام اللغة البصرية التعبيرية يكون أكثر لتكثيف الموضوع، والتمكن من إيصال رسالته، ومن ثم فإن الأقصر لا يعني الأسهل بل ربما الأصعب، والفيلم القصير ليس بالضرورة تمريناً لإنضاج التجربة السينمائية وصولاً للانتقال إلى الفيلم الطويل فهناك الكثير من المخرجين في العالم تخصصوا بإخراج الأفلام القصيرة، وحظوا باحترام كبير في أوساط النقاد والنخبة» .
وعن فيلمه الروائي الطويل «في أقاصي الجنوب» الذي لم يرَ النور حتى الآن بسبب عدم وجود التمويل الكافي له قال بمرارة « الفيلم ما زال حبيس الورق، ولم أراجعه منذ أكثر من سنتين، فقد يئست من الحصول على التمويل الكافي، وأضاف بحزن واضح «لم أعد متحمساً للفيلم الطويل الذي هو حلم طال انتظاره، وكان يجب أن يأتي منذ زمن لو كنا نعيش في بلد يهتم بالسينما
ويدعمها»
وعن ماقدمته له الغربة «مخرجاً» ختم ماهود حديثه بالقول « الغربة علمتني أن لا أهادن وأن أحافظ على استقلاليتي فكل ما أنجزته بعد عودتي إلى العراق كان يحمل وجهة نظري، ذلك لأني على الدوام كنت صانع فيلم مستقلا فكانت أفلامي تنجز بفقر إنتاجي لكنها تسوق أفكاراً صادمة».
محمد جبار الربيعي