اعتقل رجل في ألمانيا للاشتباه بصلته في جريمة اغتصاب ومقتل الصحفية البلغارية فيكتوريا مارينوفا.
ويقول مسؤولون بلغاريون إن رجلا يدعى سفيرين كراسميروف اعتقل في ألمانيا بناء على طلبهم.
وقال وزير الداخلية البلغاري، ملادين مارينوف، إن بصمة الحمض النووي للمشتبه به تتطابق مع أدلة عثر عليها في موقع الجريمة.
وقال مسؤولون إن الأدلة الحالية لا تشير حتى الآن إلى أن الحادث مرتبط بعمل مارينوفا كصحفية.
كانت مارينوفا تقدم برنامجا تليفزيونيا، ناقش فيه مؤخرا صحفيان استقصائيان مزاعم بالاحتيال في صناديق خاصة بالاتحاد الأوروبي وطالت رجال أعمال وسياسيين بارزين.
ومع ذلك، قال المدعي العام البلغاري، سوتير تساتسروف، إن الهجوم يبدو أنه كان بدافع الاعتداء الجنسي، لكنه أضاف أنهم يضعون جميع الاعتبارات في الحسبان.
ماذا الذي نعرفه عن المشتبه به؟
تقول صحيفة “168 تشاسا” إن سفيرين كراسميروف غادر بلغاريا متجها إلى ألمانيا الأحد بعد يوم واحد من اغتصاب مارينوفا ومقتلها.
واتُهم المشتبه به في بلغاريا غيابيا بالوقوف وراء الجريمة، وطلبت السلطات الاتحاد الأوروبي بإصدار مذكرة باعتقاله.
وأطلق سراح رجل اعتقل الثلاثاء في بلغاريا دون توجيه أي اتهامات ضده.
وعثرت السلطات على جثة فيكتوريا مارينوفا، السبت، في حديقة بمدينة روسي، شمالي البلاد، بالقرب من نهر الدانوب. وقالت السلطات إنها تعرضت للاغتصاب والضرب والخنق.
ويقول المحققون إن هاتفها المحمول ومفاتيحها ونظارتها وبعض ملابسها الشخصة فقدت من مكان الحادث.
وأكدت الشرطة الألمانية اعتقال رجل يبلغ من العمر 20 عاما في مدينة شتادة، بالقرب من هامبورغ، وتقرر مثوله أمام المحكمة، الأربعاء.
من هي فيكتوريا مارينوفا؟
كانت مارينوفا تقدم برنامجا حواريا يتناول الشؤون الجارية في بلغاريا بعنوان “الكاشف” والمذاع على قناة “تي في إن”، وتناولت في حلقتها الأخيرة مزاعم فساد في صناديق للاتحاد الأوروبي.
واعتقل الصحفيان الاستقصائيان، أتيلا بيرو وديميتار ستاينوف، اللذان ظهرا في حلقة لمارينوفا مؤخرا، في سبتمبر/أيلول أثناء التحقيق في القضية.
وأدت تلك التفاصيل إلى التكهن بأن مقتل مارينوفا ربما كان له علاقة بعملها كصحفية.
شكوك قائمة
قسم المتابعة الإعلامية
أحدث مقتل مارينوفا هزة عنيفة في البلاد، وأثار جدلا واسعا بشأن حرية الصحافة في بلغاريا.
ورغم أن المحققين يقللون، إن لم يكن يستبعدون، من احتمال ارتباط الجريمة بعمل مارينوفا، أشارت إحدى زميلاتها إلى أن ثمة شكوكا قوية بوجود بعد سياسي. وهذا يعود إلى وجود جو “مرعب” تعمل فيه وسائل الإعلام يكون فيه التحرش بالصحفيين أمرا شائعا.
وكتبت ألبينا باخفاروفا، في مقال لها على موقع Club.bg، أنه على الرغم من الدعوات في أوروبا لإجراء تحقيق سريع في الحادث، لا نزال في انتظار ما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيواصل الضغط على بلغاريا أو أنه سيعود إلى التركيز على مشاكل أكبر، مثل المجر وبولندا.
مارينوفا ثالث صحفية بارزة تُقتل في دولة عضو في الاتحاد الأوروبي خلال عام.
ففي أكتوبر/تشرين الأول عام 2017، قتلت الصحفية المالطية دافني كاروانا غاليزيا في حادث تفجير سيارتها بالقرب من منزلها.
وفي فبراير/شباط العام الحالي، قتل الصحفي السلوفاكي يان كوسياك وخطيبته بالرصاص أمام منزله.
ويوم الإثنين، نظّم مئات البلغاريين وقفة لتأبين مارينوفا.
لكن رئيس الوزراء البلغاري، بويكو بوريسوف، دافع عن سجل بلاده تجاه تلك القضايا، مصرا على أن الصحفيين يعملون بحرية في بلغاريا.
وقال بوريسوف، معلقا على التغطية العالمية عن مقتل مارينوفا: “خلال ثلاثة أيام، سمعت أشياء مروعة عن بلغاريا، لا شيء منها حقيقي.”
وتحتل بلغاريا المرتبة 111 من بين 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة، وهي المرتبة الأدنى بين دول الاتحاد الأوروبي.