بعد سنوات من الشدّ والجذب بين رئاسة الوزراء و«هيئة الحشد الشعبي»، استطاع عادل عبد المهدي طيّ تلك الصفحة بإقراره زيادة مرتّبات منتسبي «الهيئة». قرار سرعان ما لاقى ترحيباً وارتياحاً لدى قيادة «الحشد»، التي رأت في الخطوة تعزيزاً لموقع هذه المؤسسة ودورها
إذاً، تمكّن عبد المهدي من تجاوز هذا القطوع، الذي نُظر إليه على أنه واحد من أولى التحدّيات التي يواجهها الرجل. وعلى رغم أن قرار الأمس يُعنى بمؤسسة عسكرية تابعة للقائد العام للقوات المسلحة العراقية، وأن صدوره ليس استثناءً إذ «من الطبيعي أن تتساوى رواتب الحشد مع بقية المؤسسات الأمنية» وفقاً لما تقوله لـ«الأخبار» مصادر من داخل مكتب رئيس الوزراء، إلا أن سياقه يبدو سياسياً، خصوصاً أن الأشهر القليلة الماضية شهدت الكثير من التجاذبات بهذا الشأن، بعدما حاول العبادي ـــ إبّان أزمة البصرة ـــ تجيير القرار لمصلحة كسب ودّ قوى «الحشد الشعبي» وتحالف «الفتح»، بهدف تثبيت حضوره شعبياً في الشارع الجنوبي من جهة، وحيازة دعم برلماني لنيل الولاية الثانية من جهة أخرى. ومع استشعار رئيس الوزراء السابق أن زعيم «الفتح» لا يميل إلى تزكيته لولاية ثانية، عَدَل عن رأيه، ساحباً القرار من أدراج النقاشات الحكومية. وهذا ما تؤكده مصادر «الحشد» في حديث إلى «الأخبار»، لافتة إلى أن ما قام به العبادي ابتداءً كان «تسليفاً سياسياً ليس أكثر»، وأن الرجل «حاول في أيامه الأخيرة إغراء المهندس (نائب رئيس «الحشد») والعامري حتى يحظى بالولاية الثانية، إلا أن الرفض كان حاسماً».
اليوم، وبقرار «منصف» بتعبير مصادر «الفتح»، يطوي عبد المهدي تلك الصفحة المتوترة من العلاقة بين رئاسة الوزراء وقيادة «الحشد»، بعدما جاءت كلمته أول من أمس لطمأنة الأخيرة إلى دعم الرئاسة الثالثة لهذا التشكيل العسكري، والتأكيد أن «الحشد باق…». ووفقاً لمصادر «الحشد»، فإن «قرار عبد المهدي سياسي أيضاً، وسيكون له انعكاس ميداني في القريب العاجل». وتؤكد المصادر، في حديثها إلى «الأخبار»، أن «الحشد ملتزم بقرارات عبد المهدي، ومنهاجه الوزاري، ومن بينها الخروج من المدن، وتعزيز الحدود الغربية مع سوريا»، فضلاً عن أنه سيكون دعامة «العملية السياسية» في البلاد، وهو ما عبّر عنه المهندس غير مرة بتشديده على أن «من مهمات الحشد حماية النظام والعملية السياسية في العراق».