كشف جيش الإحتلال الإسرائيلي تفاصيل جديدة، عن فشل محاولتين لاغتيال محمد الضيف، القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، خلال العدوان المتواصل على قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم جيش الإحتلال الإسرائيلي، العميد هيدي زيلبرمان، إن الجيش حاول مرتين خلال العملية الحالية بالقطاع استهداف الضيف دون جدوى.
كما أوضح أن جيش الإحتلال الإسرائيلي حاول من عدة زوايا وبأسلحة مختلفة من الجو مهاجمة موقع سري وعميق تحت الأرض، حيث تواجد محمد الضيف، دون أن يتمكن من تحقيق هدفه، بحسب المصدر ذاته.
بذلك يكون قائد “القسام” قد نجا من سبع محاولات اغتيال تراكمية على مر السنين، وفق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.
محاولة اغتيال 7 قياديين
وقال “زيلبرمان” أنه بالإضافة إلى ذلك، حاول جيش الإحتلال الإسرائيلي اغتيال ما لا يقل عن سبعة قياديين آخرين في “حماس”، أصيب بعضهم، لكن جميعهم نجوا من الموت.
من بين هؤلاء القادة رافع سلامة قائد لواء خان يونس، ومحمد السنوار رئيس القوى العاملة في كتائب القسام، وقائدا شعبة هيئة التدريب والمناورة في الكتائب حكم يوسف ورائد صالح، وقائد شعبة العمليات عز الدين حداد.
وكانت زعمت صحيفة (Times of Israel) الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر استخباراتية، أن الجيش الإسرائيلي حاول تصفية محمد الضيف المطلوب رقم (1) لإسرائيل مرتين لكنه فشل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الإسرائيلية لم تسمح بنشر هذه المزاعم إلا بعد مساء الثلاثاء، دون ذكر أي تفاصيل حول الضربات التي نفذت في محاولة للقضاء على الضيف منذ الاثنين الماضي.
محاولات اغتيال سابقة
وجرت أول محاولة اغتيال للضيف في عام 2001، والثانية في عام 2002، وكلفته عينه، وثالثة بعد عام.بحسب نفس الصحيفة
وتضيف: “نُفذت غارة أخرى في عام 2006 أصيب فيها بجروح خطيرة، وفقد ساقيه وذراعه”.
في عام 2014، خلال حرب غزة في ذلك العام، حاولت إسرائيل مرة أخرى اغتيال محمد الضيف، لكنها أخطأته، ليستشهد بدلاً منه زوجته وابنه الرضيع وابنته البالغة من العمر 3 سنوات.
من هو محمد الضيف!
تطارد إسرائيل محمد الضيف، منذ بداية حقبة التسعينيات من القرن الماضي، لكنها لم تنجح في الوصول إليه.
وُلِد الضيف عام 1965 لأسرة فلسطينية لاجئة، في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة.
انضم باكراً لحركة حماس، التي تأسست نهاية عام 1987. واعتقلته إسرائيل عام 1989، خلال ضربة واسعة وجهتها لحركة حماس، وقضى 16 شهراً في سجونها موقوفاً دون محاكمة، بتهمة العمل في الجهاز العسكري الأول لحماس (سبق تأسيس كتائب القسام، وكان اسمه المجاهدون الفلسطينيون).
بعد خروج محمد الضيف من السجن، كانت كتائب الشهيد عز الدين القسام بدأت تظهر كتشكيل عسكري، وكان الضيف من مؤسسيها وفي طليعة العاملين فيها.
وبدأت قوات الاحتلال في ملاحقته، عام 1992، ولم تنجح في الوصول إليه حتى الآن.
يقول نشطاء في حركة حماس إنه يمتلك ملكات فريدة في التخفي.
وأقرت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، حسب الصحف العبرية، أنها بذلت جهوداً مضنية في مطاردته.
كما تتهم إسرائيل محمد الضيف بالوقوف خلف سلسلة طويلة من العمليات الهجومية التي أدت إلى مقتل وجرح مئات الإسرائيليين.
استشهاد قادة مقربين من الضيف
وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس، الأربعاء الماضي، عن استشهاد عدد من كبار قادتها، في قصف إسرائيلي.
وقالت القسام في بيان صدر عنها “تزف كتائب القسام القائد القسامي المجاهد باسم عيسى، قائد لواء غزة، وثلةً من إخوانه القادة والمجاهدين، الذين ارتقوا أثناء عدوان الاحتلال على مواقع ومقدرات وكمائن المقاومة”.
ولم يكشف البيان عن أسماء القادة الآخرين بالإضافة إلى عيسى، الذي قضوا في الهجمات الإسرائيلية.
من جانبه، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه اغتال عددا من قادة الجناح العسكري لحركة حماس في غزة.
وأضاف في تصريح صحفي مكتوب “في عملية مشتركة للجيش الاسرائيلي وجهاز الأمن العام، تم القضاء على عدد من كبار قادة هيئة أركان الجناح العسكري لحماس”.
وأوضح أن من بين الذين تم تصفيتهم “قائد لواء مدينة غزة، وقائد منظومة السايبر وتدقيق الصواريخ التابعة لحماس، بالإضافة إلى قائد منظومة الإنتاج في الحركة”.
وأردف أنه اغتال “بسام عيسى قائد لواء مدينة غزة في حماس، ويعتبر ناشطا عسكريا بارزا ويشغل منصب قائد لواء مدينة غزة منذ العام 2017”.
وتابع أنه اغتال أيضا “جمعة طحلة قائد منظومة السايبر، وقائد مشروع تدقيق الصواريخ”.
وأشار إلى أن الاغتيالات شملت “جمال الزبدة قائد مشروع التطوير والمشاريع في فرع الانتاج الصاروخي، وحازم الخطيب قائد هيئة المهندسين في منظومة الانتاج في حماس ونائب قائد منظومة الإنتاج”.
وأضاف التصريح “كما تم القضاء على نشطاء آخرين، وهم سامي رضوان قائد المديرية التقنية في الاستخبارات العسكرية، ووليد شمالي قائد مديرية العتاد الصناعي في منظومة الإنتاج”.
وقال جيش الاحتلال في بيانه إنه قتل في الغارات “نحو عشرة نشطاء آخرين في منظومة الإنتاج والبحث والتطوير التابعة لحماس”.