في حوارية بعنوان «ربع قرن على الرحيل»، تحتفي فعالية «أماسي» الخميس المقبل بذكرى رحيل الكاتب والممثل السوري القدير نهاد قلعي في المركز الثقافي العربي (أبو رمانة) في دمشق. تتضمن الأمسية الحوارية (إعداد ملهم الصالح) محاور تتناول مسيرة وعطاءات نهاد قلعي كواحد من المؤسسين الحقيقيين للدراما السورية والكوميديا بشكل خاص، على مدى خمسين عاماً متواصلةً. ينطلق الحوار بمشاركة أسرة الراحل، وكوكبة من أصدقائه ومعاصريه، منهم الممثلون: ثناء دبسي، سليم صبري، محمد الشماط. والناقدين: جوان جان ونضال قوشحة، إضافة إلى المؤرخ سامي مبيض. كما ستعرض مقتطفات من الفيلم الوثائقي «إذا أردنا أن نعرف نهاد قلعي» للمخرج مصطفى البرقاوي. يستعير الشريط عنوانه من جملة حسني البورظان الشهيرة «إذا أردنا ان نعرف ماذا في إيطاليا» التي كان يريد افتتاح مقاله بها في مسلسل «صح النوم» الشهير.
نهاد قلعي من مواليد دمشق حي سوق ساروجة (1928)، انطلق من المسرح المدرسي ليلتحق بعد حصوله على الثانوية العامة بنادي «استديو البرق» (1946)، ويؤسس مع بعض المهتمين «النادي الشرقي» (1954)، ثم يطلق «المسرح القومي» ويديره بتوصية من وزارة الثقافة السورية سنة 1959. لكن افتتاح التلفزيون السوري يعتبر منطلقاً مختلفاً في مساره المهني، بعدما دعاه الأديب والإعلامي السوري صباح قباني للمشاركة في برنامج «الإجازة السعيدة». هنا، تعرّف إلى الكوميديان دريد لحام، ليشكلا لاحقاً ثنائياً ذهبياً ربما هو الأشهر في الوطن العربي. على مدار 16 عاماً، قدّما باقة من الأعمال التلفزيونية والمسرحية والسينمائية، لينتهي هذا الثنائي بشكل قسري بسبب مرض قلعي الذي ألزمه بيته، ولم يظهر بعدها إلا نادراً لغاية رحيله عام 1993 ودفن في مقبرة «الدحداح» في الشام.