المقالات

العراق ثم العراق ثم العراق , امبريالية خرقاء

قانونها الطبقي بين البلاد يعتاش ما بين الدماء والانوار

وعند المعضلات تلجأ الى العراق ؟؟

واما في العراق, ارض السواد وارض الرافدين يتربع على عرش اجندات الامبريالية في صب  جام غضبها وامتعاضها عليه عند كل حالة اصطدام تحاول إيجاد عن طريقها المخرج ,فهو ارض خبرته دوائر الاستكبار العالمية فبحروبها فوق ارض العراق قطعت رؤوس النخيل الباسمة بوجه السماء و تدحرج سيل جارف حمل معه كل قذرات  واجندات هذه السياسات الصماء وفرض قانون ونسق امريكي تداعت امامه واذعنت له بالقيادة بقية دول العالم  ولم يساورها الظن ولو لمراحل لا تعدو العشرين عاما من ان نسقا اخر ينمو ويكبر ويتعاظم في ارض الشرق الأوسط ينسف كل ما نظرت له الامبريالية خلال 100 عام الماضية .

واما في العراق , بين عراق قبل 2003 وبعدها تجلت أمور حاول المحتل الأمريكي ان يقبع جاثما على صدر ارض الرافدين فقلب سياسات الشرق الأوسط وشرعن لغة الغاب في احتلال البلاد الامنة ومد اذرعه لاثخان العراق بالجراح وكان من ابرز هذه الاذرع التي قامت بالمهمة ’’حزب البعث ’’ العراقي برئاسة النظام العراقي السابق صدام حسين هذا النظام الذي التفت حولة كل دول العالم اثناء الحرب العراقية الإيرانية تزوده بالعون والمشورة والنصيحة لانها بكل بساطة حرب بالوكالة ضحاياها أبناء العراق وايران  الى ان احتل هذا النظام الكويت فانقلب العالم ضده فجابت الاساطيل والبوارج الحربية البحار لإنقاذ دويلة نالت استقلالها من بريطانيا عام 1962 وانقذت الكويت بقضمهما مساحات واسعة من العراق وخنق العراق بحريا جنوبا والاستيلاء على منطقة الحياد للسعودية في الجنوب الغربي وجزء من لسان العراق تجاه الأردن لصالح الأردن وخرج العراق من هذا السيناريو بحصار اقتصادي قتل على اثرها اكثر من مليون طفل وبنية تحتية مدمرة وتدني في المجالات الصحية والتعليمية وانتهى هذا النظام الذي اصبح كقطعة لحم عفنة تضر الإنسانية جمعاء لما يمثله من خطر فتناوبت كل من بريطانيا والولايات المتحدة وغيرهم الكثر لإعلان التخلص من هذا النظام المسؤول عن تدمير برجي التجارة العالمية وكان الخيار العراق لخبرة دوائر الاستكبار بأهمية العراق الجغرافية المتوسط للكتلة الصخرية الفارسية والكتلة الصخرية العربية من الناحية الجغرافية ولأنه حلقة الوصل الثقافية والعقائدية لهاتين الكتلتين وهكذا يسدل ستار ما يعرف بحقبة صدام حسين بصك اسنان بول  بريمر ولغته المترهلة على طريقة الكاوبوي بإعلانه القبض عليه مرميا في حفرة من انفاق الانبار بعد ان حل الجيش العراقي وعزز دستور تقسيم العراق الى ثلاث أقاليم .

اما في العراق , بعد عام 2003, مجلس حكم يتناوب أصحاب الفخامة لقيادة العراق المترهل بالفساد والتقسيم والطائفية في داخل منطقة خضراء تلفح ارض السواد لخضرته وارض الرافدين بمياهه بالجفاف لترتوي من دماء أبناء العراق وما زاد لهيب الشمس الحارقة قطع الكونكريت الغاضبة بوجه الانسان العراقي صارخة بوجهه لن ادعك ترى شيئا , وهكذا الولايات المتحدة تنتظر متى يغفل الاهل متى ؟ متى ينام العراق الذي لا ينام ابدا؟ متى تمحى من ارض العراق نخيل يحاكي السماء؟

بعد 2003 حكومات فاشلة مهنتها توليد الفساد واخرها حكومة عادل عبد المهدي التي تتربع على عرش السوقية المفرطة المعدومة من افق لأي استراتيجية قريبة او بعيدة المدى فعلى سبيل المثال قام عادل عبد المهدي بإعادة تأهيل معضلات عانت منها الدولة العراقية في عهد من سبقوه وقطع هؤلاء في حل هذه المعضلات اشواطا وبدل من طيها الى الابد أعاد احياءها وبكل بلادة منها:

  • المناطق المتنازع عليها بين العرب والاكراد في كركوك وأجزاء من ديالى وسهل نينوى
  • جعل المناطق المحررة من داعش وتواجد قوات الحشد الشعبي في هذه المناطق المهددة دوما من قبل الجماعات الإرهابية موضع جدل ونقاش داخلي وكان العراق دولة امنة لا تحسب على المتغيرات الإقليمية والدولية
  • الحاحة المقرف –عادل عبد المهدي-على إعادة تأهيل مصطلح كردستان او ان يلقب مسعود البرزاني برئيس إقليم كردستان، هذا المسعود الذي كان خجلا بالأمس من خيانته للعراق علنا باستفتاء الإقليم وخيانة أمريكا له علنا امام العراق طلبت منه تقديم نفسه وشعبه قربان لدولة كردستان. وانتهى الامر بولائم أبو مسرور وأبو هاشم جعل من ذكرى الاستفتاء بطولة تعلن سنويا.
  • ادخل عادل عبد المهدي العراق في معضلة مفصلية أراد حلها وعبور الاستراتيجيات الإقليمية والدولية من خلال سياسة’’ العيني والاغاتي’’ مع دول الجوار كالسعودية والكويت وقطر والامارات والولايات المتحدة ليعبر خطط دوائر الاستكبار عن طريق هذه السياسة.

اين يتم قيادة العراق واجياله القادمة؟ اين التنمية التي وعد العراق وشعبه بها؟ لماذا يسافر افراد وممثلي الحكومة العراقية بهذه الطريقة الباذخة؟ اين مسؤولياتهم تجاه العراق؟ اليوم يشهد العراق حراكا مرا لأهداف مشروعة ما هو دور الحكومة في استيعاب وامتصاص غضب الجماهير؟ كيف تنقذ ابناءها من براثن الامبريالية التي تستخدمهم كحطب لتطويع العراق؟

تصاعد خلال هذه الأيام حدة الحراك الذي رفع مطالب في العاصمة بغداد و الجنوب العراقي تتضمن المطالبة بالإصلاح ثم ارتفع السقف بأسقاط الحكومة ثم برفض المرجعية الدينية في النجف أي ان التحرك يحاول اخراج المواطن العراقي والجنوبي تحديدا تحت ظل الألم الذي يعانيه من فساد الحكومة وسوء الخدمات وانعدام البنية التحتية والصحية والتعليمية ان يضيف المواطن بان يخرج عن الضوابط العقائدية وتطلق له عنان قيادة التظاهر وما يريد ان يفعله فليفعله: فانت أيها الانسان الوحيد في الميدان وساعدنا في التخلص من ضوابط اركان العراق الأساسية من كتلة الجنوب الحامية للحمة العراقية كبلد موحد  ومن الكتلة العقائدية ذات الرابط الجغرافي والثقافي في الإقليم العالم المتمثل بالمرجعية والكتلة الدفاعية المتمثلة بانبثاق الحشد الشعبي العراقي وتداخلاته كضابط في الجغرافيا السياسية العراقية الى جانب الجيش العراقي.

في العراق أيضا، في ظل هذا الحراك طرق اسماعنا مصطلح أسماء بعض من المرشحين للحكومة وهم لا يخرجون عن هيكلية الحكومات السابقة الفاشلة الا انها مصاحبة لهتافات أخرى من نوع اخر تعيدنا الى عهد الحرب العراقية الإيرانية هتافات ومتحدثين يطالبون بان يوكل بالعراق مهمة تخليص الشرق الأوسط من الحشد ومن الحوثي و  ..و  .. ما اشبه هذا القول بقول النظام السابق حين أطلق على العراق بحارس البوابة الشرقية. هناك شخصية ملفتة للانتباه وهو أحد قيادات الحراك المعرف باسم السيد احمد الحلو ومدى علاقته بما يعرف ب السيد احمد الحسن اليماني الذي يطرح نفسه على انه اليماني ومدى تداخل الابعاد الدولية في حركة اليماني العراقي مع حركة الاحمدية المنتشرة في العالم وما يعرف بالمهدي المنتظر او احمد القادياني الممول خارجيا.

هل يعلن عن ذلك لان دور السعودية انتهى تحت اقدام أبناء اليمن الابطال؟ واضمحلال العقيدة السلفية الوهابية؟ ما هو حقيقة المأزق الذي تمر فيه الامبريالية لتعيد انتاج سياساتها العفنة وبدماء العراقيين للمرة الالف؟ 

فلتتعظ الحكومة العراقية من هكذا غضب شعبي، فما فشل في فنزويلا من حراك مسنود امريكي على خلفية الفساد في مؤسسات الدولة الفنزويلية قد ينجح في العراق لان روحية الدولة العراقية غير متلائمة وغير منفتحة بمسؤولياتها تجاه الشعب العراقي , هذا الشعب الذي انضوى تحت معايير انضباطية حتمتها الظروف الاستراتيجية التي يمر بها العراق والمنطقة فلولا الحشد الذي انقذ العراق من الهجوم الامبريالي المسمى بداعش لما كان هناك تقنين لثقافة المطالبة بالإصلاحات ولولا انتصارات الحشد لما امتعض الكيان الصهيوني او البعثي او الأمريكي لان العراق اصبح واقعا احد اركان محور المقاومة , وما يجري فيه الان هي عملية شد وجذب بين ميزان قوى داخلي لمطالب شعبية مشروعة يستثمر التحرك من قبل  ميزان قوى محور الشر الأمريكي التي تحاول جعل ساحة العراق متنفسا لانتكاساتها الإقليمية سواء في العراق او في الإقليم وخاصة ايران وسوريا .والمرجعية قادرة على تحريك الشارع العراقي فكما أصدرت عملية تصويب الدستور العراقي بوجه الأمريكي وأصدرت الجهاد الكفائي بوجه التكفيري قادرة على قيادة تخليص العراق من دوائر الاستكبار المتغذية على الالام الشعوب .

سحر صادق عبد الحسين

عضو مركز الدراسات الاستراتيجية الاوربية –العربية /باريس