نشر موقع “إل أوردن مونديال” الإسباني تقريرا سلّط من خلاله الضوء على وكالة الاستخبارات والعمليات الخاصة، أو “الموساد”، المكلّفة بجمع المعلومات والتجسس وتنفيذ أنشطة مكافحة الإرهاب على مستوى العالم.
هذا الجهاز، أنشأه رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك ديفيد بن غوريون عام 1949 لضمان “بقاء” دولة إسرائيل، في فترة السعي من أجل الاعتراف بها دوليا ومجابهة المقاومة الفلسطينية وحلفائها العرب. فضلا عن ذلك، عُرف الموساد بعمليّاته الوحشية.
يقوم الموساد بخدمة مدنية تحت قيادة رئيس وزراء إسرائيل كما أنه أداة للاستراتيجية السياسية والعسكرية للحكومة.
تتكون الوكالة أساسا من جواسيس، معظمهم عسكريون سابقون، يتسللون إلى الدول العربية وأوروبا بهويات مزيفة، ويتلقون معلومات من “المانحين”، المتعاونين اليهود المنتشرين في جميع بقاع العالم.
في ذات السياق، تعلمت المنظمة طريقة عملها من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)، والتي ساعدتها أثناء تكوّنها في منتصف الحرب الباردة كجزء من التحالف بين البلدين، وما زالت المنظمتان تتعاونان إلى حد الآن.
فمن خلال الحفاظ على اتفاقية عمل مع اليوروبول لمكافحة الجريمة عبر الحدود، استطاع الموساد في وقت ما إيقاف الهجمات الإرهابية في الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبلجيكا.
من أسر النازيين إلى الرد على فلسطين
تم الترويج لمعظم عمليات الموساد من قبل دولة إسرائيل نفسها كدليل على القوة وتحذير لمن يريد مهاجمتها.
في المرحلة الأولى، ركز الجهاز على ملاحقة القادة النازيين السابقين الهاربين والرد على هجمات المقاومة الفلسطينية المكونة من مجموعات رافضة للاحتلال الإسرائيلي.
في عام 1960، سجل الموساد أول نجاح له مع عملية غاريبالدي. حيث تم اختطاف الجندي الألماني أدولف إيخمان في الأرجنتين وتم تقديمه إلى العدالة، بعد تخطيطه لترحيل ستة ملايين يهودي إلى معسكرات الاعتقال.
وتم شنق ايخمان في عام 1962 كعقوبة قاسية على جميع التهم الموجهة إليه.
ومن بين أكثر مهام الموساد شهرة هي عملية “غضب الله” عام 197. حيث اغتال الموساد قادة منظمة التحرير الفلسطينية، بسبب هجومهم على الرياضيين الإسرائيليين في دورة الألعاب الأولمبية في ميونيخ.
بالإضافة إلى ذلك، أعدم الجهاز في عام 1988 مسؤولا رفيع المستوى في منظمة التحرير الفلسطينية، وهو تحالف من الحركات السياسية، التي تعترف بها الأمم المتحدة الآن على أنها تمثل الشعب الفلسطيني.
هذا وقد لعب الموساد دورًا أساسيًا في إخراج منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس من لبنان بين السبعينيات والثمانينيات، لأن إسرائيل اعتبرت وجودهم في الدولة المجاورة تهديدًا.
تسليط الضوء على إيران
في الوقت الحالي، تتركز وظائف الموساد على منع الجهات المعادية لإسرائيل من تصنيع أو شراء أسلحة غير تقليدية، سواء كانت نووية أو بيولوجية أو كيميائية.
كما أنه يعمل على إحباط الأعمال “الإرهابية” وتأمين عودة اليهود الإثيوبيين. ناهيك أنه ينفّذ عمليات أخرى بتكليف من الحكومة.
كان للموساد دور فعال في الحصول على المعدات والتكنولوجيا الطبية خلال جائحة كوفيد-19.
حتى أنه تمكن من شراء لقاحًا صينيا لمعهد الأبحاث البيولوجية الإسرائيلي لدراسته بهدف صنع جرعاته الخاصة، على الرغم من أن إسرائيل استخدمت أخيرًا Pfizer-BioNTech الأمريكية.
ومع ذلك، فإن الهدف الرئيسي للموساد في الوقت الحالي هو إيران، التي تعتبرها إسرائيل تهديدًا مباشرًا.
تعتبر الحكومة الإسرائيلية الجمهورية الإسلامية مروجا للإرهاب وتتهمها بالقيام بعمليات ضد مصالحها، مثل تفجير سفارتها في بوينس آيرس عام 1992.
وتتمثل أولويتها في إحباط البرنامج النووي الإيراني لمنعه من صنع قنبلة ذرية.
لهذا استخدمت تحالفها مع الولايات المتحدة بين عامي 2008 و 2010. حيث نسّق الرئيس السابق باراك أوباما مع إسرائيل لقيادة الهجمات الإلكترونية ضد محطة نطنز النووية الإيرانية.
على الرغم من أن أوباما أوقف الهجمات عندما وقع الاتفاق النووي الإيراني في عام 2015، إلا أن إسرائيل حافظت عليها.
الموساد هو المشتبه به الرئيسي في اغتيال مدير البرنامج النووي الإيراني في نوفمبر 2020. وانقطاع التيار الكهربائي في نفس المحطة في أبريل 2021.
أهداف كثيرة يتخللها الفشل
وعلى الرغم من نجاح أهداف الموساد، إلا أن سجلّه لم يخلو من العمليات الفاشلة.
في عام 1997، على سبيل المثال، تم اكتشاف عميلين حاولا تسميم زعيم حماس خالد مشعل في العاصمة الأردنية عمان.
اقرأ أيضاً: ما خفي أعظم يكشف عن اختطاف ضابطين إسرائيليين خارج فلسطين (فيديو)
وهذا ما أثار انتهاك السيادة الأردنية، كحليف رئيسي لإسرائيل في المنطقة، وتسبب ذلك في أزمة مع الملك حسين آنذاك
في المقابل، اضطرت القوات الإسرائيلية إلى إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين، الزعيم الروحي لحركة حماس.
وبالمثل، أدت الإخفاقات التشغيلية الأخرى للموساد إلى نزاعات دبلوماسية لإسرائيل مع نيوزيلندا و المملكة المتحدة.