الموساد الاسرائيلي يسرح ويمرح بالحنانة
ما زالت حادثة اختفاء او اختطاف المجندة الاسرائيلية ” إليزابيت تسوركوف ” في العراق منذ شهر اذار الماضي تتفاعل في الاواسط الاعلامية المحلية والعالمية, المواطنة الاسرائيلية التي تحمل الجنسيتين الاسرائيلية والروسية لم يتم الاعلان عن اختطافها من اي جهة عراقية, لكن الذي اعلن عن اختطافها هو رئيس وزراء العدو الصهيوني نتنياهو والذي حمل مسؤولية احتجازها لفصيل عراقي مقاوم ” كتائب حزب الله العراقي “, وحمل مسؤولية سلامتها للحكومة العراقية, ومجرد اهتمام النتنياهو بسلامتها يعطينا اشارة واضحة عن مهمتها التجسسية الخطيرة في العراق.
قنوات اعلامية فضائية اقليمية كثيرة اعدت تقارير اعلامية عن هذه الجاسوسة الاسرائيلية وسلطت الاضواء عن دورها ومهمتها في العراق بشكل عام, وفي هذا المقال اريد ان اسلط الاضواء عن مهمتها بشكل مركز ومفصل في التجسس على فصائل الحشد الشعبي العراقي من خلال حضورها الفاضح في كل مفاصل التيار الصدري ومؤسساته السياسية والاعلامية والثقافية.
سهولة اختراق الحنانة.
انه من السهولة جدا اختراق هذا التيار من قبل كل الاستخبارات العالمية المعادية لمحور المقاومة, وخصوصا الموساد الاسرائيلي الذي يجند النساء لهذه المهمة القذرة, مستفيدا من العداء المطلق لانصار هذا التيار للجمهورية الاسلامية الايرانية وحلفائها في لبنان وسوريا والعراق واليمن حتى فلسطين, فجولة سريعة للموساد الاسرائيلي على منصات التواصل الاجتماعي وخصوصا ” تويتر ” وقراءة التعليقات المشينة والرذيلة والمسيئة والحاقدة لانصار التيار المقتدائي الصدري ردا على مدونات مؤيدي المقاومة يصل الى قناعة التمكن بسهولة من اختراقهم وتشغيلهم مجرد الاشادة بزعيمهم ” مقتدى الصدر “. وهذا الذي مكن الجاسوسة الاسرائيلية ” اليزابيت تسوركوف ” من التنقل بسهولة بين اورقة الحنانة بأسم ” باحثة اجتماعية ” !!! .
شاهدنا مقاطع فيديوهات تبين اهتمام جميع وسائل الاعلام المرئية للتيار المقتدائي الصدري بهذه الجاسوسة الاسرائيلية, والتباهي باجاباتها واعجابها بقيادة مقتدى الصدر, واعتباره قائدا وطنيا يجب ان يقتدي به كل الزعماء السياسيين العراقيين, يرفع شعار لا شرقية ولا غربية, والمهم في هذا الشعار هو تخريب العلاقات مع الجمهورية الاسلامية الايرانية واتهامها بالهيمنة على العراق من خلال مساندة فصائل الحشد الشعبي, وبنفس الوقت انتقاد الوجود الامريكي بشكل خجول.
واصبحت تظهر بشكل دوري في وسائل الاعلام المقتدائي, ونشر تصريحاتها واشاداتها بصلاة الجمعة, واعجابها بمشروع ” البنيان المرصوص ” والتي تبرعت له بمبلغ ( خمسة عشرة الاف دولار لا غير ), وقد وصلت الى مراحل متقدمة في اختراق التيار, ولا نعلم حجم المعلومات الخطيرة التي جمعتها وقدمتها الى مشغليها في تل ابيب. واهم معلومة بارزة قدمتها لمشغليها هي امكانية الاستفادة من هذا التيار الغوغائي في اشاعة الفوضى والخراب في العراق, وقد شاركتهم في المظاهرات الغوغائية التشرينية التي اسقطت حكومة الدكتور عادل عبد المهدي عام 2019
عداء التيار الصدري لمحور المقاومة جعل مكاتبهم واورقتهم مرتعا للموساد الاسرائيلي, وعُميت قلوبهم وعيونهم عن البحث ولو قليلا لكشف هوية هذه الجاسوسة الاسرائيلية التي لم تخفي هويتها الاسرائيلية الموسادية عن صفحاتها في التواصل الاجتماعي فايسبوك وتويتر, فكان بامكان اي شخص التمكن من كشف هويتها بوقت قصير, وهي التي تباهت بمنشورات لها بمشاركتها في حرب تموز العدوانية على لبنان عام 2006, وتباهت بدعمها للجماعات الارهابية المسلحة في سوريا والعراق.
إن اختفائها او احتجازها امر ليس بغريب, لكن الاغرب هو تمكنها من استباحة امن العراق لهذه المدة الطويلة قبل اكتشاف امرها وحجزها والتحقيق معها, ومن المؤكد ان الجهة التي قامت بإحتجازها كانت متابعة لتحركاتها الاستخباراتية بشكل دقيق ومتواصل حتى تمكنت من الوصول اليها وانهاء شرها الاستخباراتي.
وليست المرة الاولى التي يصول ويجول الموساد الاسرائيلي في الحنانة, ولقد كتبنا سابقا عام 2018 عن الجاسوسة الاوكرانية الموسادية ” اينا رويتر ” ودورها في اختراق التيار الصدري بشكل مفصل, لكن ” اليزبيت تسوركوف ” تفوقت كثيرا على زميلتها اينا رويتر في جمع المعلومات وخدمة مشغليها الموساد الاسرائيلي. وكما سألنا سابقا ” كم اينا رويتر تعشعش في التيار الصدري؟ “. الان نسأل كم ” اينا رويتر واليزبيت تسوركوف ” يسرحن ويمرحن في مكتب الحنانة؟
حسين الديراني
16-7-2023