الاخبار متفرقات - غير مصنف

“إذا لم تتزوجيني فسوف أغتصبك”.. شقيق لجين الهذلول يكشف تفاصيل مرعبة عن تعذيب شقيقته

كشف وليد الهذلول شقيق الناشطة الحقوقية السعودية المعتقلة “لجين”, تفاصيل جديدة عن تعذيبها من قبل السلطات السعودية, داعياً في الوقت ذاته المغنية الأمريكية الشهيرة ماريا كاري، التي ستحيي حفلاً هناك، أن تتخذ موقفاً مؤازراً لأخته.

وقال وليد، في مقاله الذي نشره موقع “سي إن إن” الأمريكي، الخميس: “لم يسبق لي أن كتبت مقالاً من قبل، ولكن أشعر أني مدين لأختي بالتحدث عن مأساتها، فهي لا تنتمي إلى السجن”، متمنياً لو أن أخته حرة ولا يكتب هذا المقال، وفق ما كتب على صفحته في موقع “تويتر”.

وقال “وليد” في مقاله: “ليلة الخميس ستقف ماريا كاريعلى خشبة المسرح في السعودية، هذه الحفلة هي محاولة مثيرة للشفقة لإظهار أن البلاد أصبحت أكثر تسامحاً تجاه المرأة، لكن هناك العديد من النساء اللاتي يعانين في السجون السعودية، لمجرد القيام بحملات من أجل تحسين معاملتهن”.

وبيّن أن “بعضهن تعرض للتعذيب الوحشي والاعتداء الجنسي، وواحدة من هؤلاء النساء هي أختي، لجين الهذلول”، متابعاً: “كمحبين لعمل كاري أود أن أراها تطالب بإطلاق سراح أختي وهي على المسرح”.

“لجين” هي بطلة لحقوق المرأة في السعودية، وتركز غالبية نشاطها على ولاية الرجل على المرأة، وحق النساء في القيادة، ومحاربة العنف المنزلي، وفق ما أوضح شقيقها.

وقال وليد إنها “شكلت لجاناً مع النساء لإيجاد حلول لهن حتى لا نرى حالات مثل حالة رهف القنون، وهي فتاة في الثامنة عشرة من عمرها طلبت اللجوء مؤخراً في كندا”، وقال: “كان حلم لجين أن يتمكن هؤلاء الضحايا من العثور على الأمان دون الاضطرار إلى الفرار من البلاد”.

وبين أنه “بعد شهر واحد من إلقاء القبض عليها، اتصلت بي لجين من رقم محجوب، وأخبرتني أنها كانت محبوسة في فندق في جدة لا في سجن تقليدي”.

وتابع أنه “خلال المحادثة قالت: ما إن أصبح حرة فسأساعدك في العثور على فتاة أحلامك، قلت لها: دعنا نركز على إخراجك، ومن ثم يمكننا التفكير في الحب والرومانسية”.

وعلق “وليد” على أخته قائلاً: إن “لديها قلباً كبيراً، وكانت تهتم دائماً بالآخرين أكثر مما تهتم بنفسها. في ذلك الوقت لم نكن نعرف أنها كانت تمر بتعذيب منتظم ومنهجي، ومع كل الألم الذي مرت به جسدياً ونفسياً ما زالت تفكر في الآخرين، يحزنني أنها كانت تخفي ألمها منا. وإذا نظرت الآن إلى الوراء أدركت أنني في كل مرة كنت أسألها فيها عن قضيتها وتجيب بأنها لا تستطيع الإجابة، يبدو أن هناك دائماً شخص ما يراقب عن كثب ويخبرها بما تستطيع أو لا تستطيع قوله”.

وبين أنه “في الآونة الأخيرة كان والداي قادرين على زيارة لجين في السجن، وبدأت تتحدث عن كيفية أخذها من سجن ذهبان في منتصف الليل إلى ما يعرف بالفندق، ووصفته بأنه “قصر الإرهاب” الذي يبعد 10 دقائق عن السجن.

أساليب التضييف والتعذيب

وكانت لجين تؤخذ معصوبة العينين وتلقى في صندوق سيارة لتؤخذ لهذا المكان السري، مبينة لوالديها أن “جلسات التعذيب تحدث عادة في الطابق السفلي من هذا القصر”.

وتعرضت الهذلول للجلد والضرب والصعق بالكهرباء والمضايقة بشكل متكرر، وقالت أحياناً كان رجال ملثمون يوقظونها في منتصف الليل ليهتفوا بتهديدات لا يمكن تخيلها، وأن من أشرف على ذلك هو سعود القحطاني، أحد كبار مستشاري ولي العهد محمد بن سلمان، وفقاً لما ذكر شقيقها في المقال.

وتساءل شقيقها: “أليس هذا هو تعريف الدولة المارقة؟ كيف يجب عليها أن تتحمل الاستجوابات المرعبة؟”.

وذكر أن “لجين” قالت لوالديه إن أحد المحققين قال لها: “إذا لم تتزوجيني فسوف أغتصبك”، وقالت إنها مُنحت الفرصةَ أيضاً للعمل من أجلهم وملاحقة سعوديات يعشن في المنفى لإحضارهن إلى السعودية، وهي بالطبع رفضت العرض، وبسبب ذلك ساءت معاملتها من قبلهم.

وبين أن “لجين” أثناء تحدثها عن جلسات التعذيب كانت تهزّ يديها دون أن تلاحظ، وقال: “أخشى أن يبقى الألم معها إلى الأبد”.

وعبّر “وليد” عن انزعاجه قائلاً: “يزعجني ذلك؛ السعودية حريصة جداً على الترويج لنفسها كمُصلحة، ولكن الإصلاحي السعودي الحقيقي يحتجَز خلف القضبان”.

وكانت أخته تتصور النساء في السعودية يعشن بحقوق أساسية ويمكنهن العيش دون خوف، وفق ما قال، موضحاً أن “لجين ليست خائنة، إنها وطنية”.

وحول انتقاله إلى خارج السعودية، قال “وليد”: “عندما انتقلت للدراسة في كندا كنت أحصي أيامي حتى أنهي دراستي وأتمكن من العودة إلى المنزل، وأساهم في ما يُسمى رؤية 2030، كنت متحمساً جداً لذلك، وحين كان يسألني الأساتذة والأصدقاء عن مشاريعي بعد تخرجي كنت أرد على الفور بأنني سأعود إلى الوطن وأساعد في جعل بلدي مكاناً أفضل”.

وبعد كل ما حدث- تابع “وليد”-: “أشعر بسذاجة لإيماننا بهذه الأوهام، خاصة بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي. لم يكن لدي أي فكرة عن أن رحلتي إلى تورنتو ستكون رحلة في اتجاه واحد”.

وبين أنه “إذا أردنا حقاً أن تنجح رؤية 2030، وأن تجلب استثماراً أجنبياً جديداً، فإن الناس بحاجة إلى أن يشعروا بالارتياح من احترام سيادة القانون”.

وأكد أن أخته لا تستحق أن تكون في السجن، وقال: “أكاد أموت عندما أفكر في أختي وأنها ستبقى في السجن وأنا لا أستطيع فعل أي شيء”.

وقال: إن “لجين رائدة العديد من النساء والفتيات في جميع أنحاء السعودية والعالم، ولا يمكننا الوقوف بجانبها ونحن نشاهد معاناتها فقط”.